الجمعة، 15 أغسطس 2025

نَزِيف العشق - 𝔅𝔩𝔢𝔢𝔡𝔦𝔫𝔤 𝔩𝔬𝔳𝔢 الفصل الثاني عشر

|12|نَزِيف العشق - 𝔅𝔩𝔢𝔢𝔡𝔦𝔫𝔤 𝔩𝔬𝔳𝔢

جرح الغيره -  وغفران الحب.

.

<< السيف في الغمد لا تُخشى مضاربه

وسيف عينيكِ في الحالتين بتارُ >>

.

.

لا تنسوا التصويت والتعليق بين الفقرات.

.

.

بعد كل ما حدث اليوم، كان الصمت بينهما  أبلغ من أي كلام...

[الجو ليل، الشارع هادي، أضواء السيارة تنعكس على ملامحهم، سيف يناظرجوري التي تسير جواره، ترتدي عباءتها ونقابها،  عيونها فقط ظاهرة، لكن مليئة بالصمت.]

سيف: جوري؟؟!!!

جوري:أممممممممم

أراد سؤالها ما بها لكن حبذ الكلام في المنزل....

سيف: "خلّيها للبيت، أحچي وياچ هناك براحتنا."

جوري: تمام...

*************

وصلا المنزل فسبقته جوري للداخل تريد تهدأة ثورة أفكارها في كل شيئ....ماحدث اليوم....ماقصدها....ماذا فعلت لتلقي ذلك...والكثير والكثير من الأفكار المتضاربه....


وقفت أمام المرآة تزيل حجابها، شاردة في أفكارها، لم تلاحظ دخوله........

أما هو، فكان يراها بعينين لا تشبعان.

سيف (وهو يلمحها بطرف عينه):

"هاه... صوتچ ساكت ليش؟ وين راح غرامج اللي سكرني قبل شوية؟"

أفقت من شرودها....

جوري (بابتسامة خفيفة لكن باهتة):
"لسّه معاك... بس شكله غرق في زحمة العيلة."

سيف (يبتسم وهو يحتضنها من ظهرها، صوته دافي وهمس باذنها):
"والله سرقتي قلبي اليوم... بطريقه مو طبيعيه، فوق الخيال، فوق كلشي."

سيف (بصوت منخفض وهو يشدها لحضنه):
"شكلچ اليوم وإنت تطبخين... سرقني، خطفني، سحرني... فوق العاده، مثلج."

جوري بضحك وخجل من لمساته الجريئة التي تذيبها: أنا عملت كل دا لسبب واحد بس عارف هو إيه؟؟

جوري (وبدلع ونظرة ناعمة):
"كل دا علشانك... بس إنت عارف، ولا محتاج أقولك؟"

سيف (يهمس بصوته الغليظ وهو يقربها منه أكثر):
"أكيد أحب أعرف... خصوصًا إذا السبب إللي خلّاج تسوين كل هالشي إلي، وبس إلي."

سيف (بصوت واطي وهو يلمس خدها بلطف):
"گوليلي... يمكن أموت إذا ما عرفته."

جوري بخوف وحب حقيقي: سيف متقولش كدا ربنا يحفظك ليّا ويطول بعمرك....

ابتسم لها بدفئ فأكملت....

" عشان بحبك لا بعشقك ومش ممكن أسمح لأي حد يققل من اختيراتك ولا أي قرار تقرره لمجرد إنهم غيرانين بس...أنا دايما لازم أكون سبب فخر ليك مش العكس"

سيف (بعين ٍتلمعُ بالعشقِ، وصوته منخفض لكنه واثق):
"وجودچ يمّي هو فخري، ما أحتاج شي ثاني... متيم بيچ، والله، للحد اللي أنسى روحي وأنا أحچي وياچ."


سيف (بصوت غِيرَة مبحوحة، وهو يقرّب منها ويطالعها بنظرات نار):
"بس آني شگد مرّه گتلتچ؟ لا بسمات، ولا ردود حلوه لفلان وفلان... قلبي چان يشعلل، يريد يبلعچ جوا، حتى لا أحد يمدح، لا أحد يطالع، ولا حتى يسمع نفسچ!"

.....
(يقرب منها أكتر، صوته يهدى شوية لكن يبقى غِير):
"بس شنو؟ أشك حتى لو ما سمعوا صوتچ... راح يمدحون بيچ، لأنچ جوهرتي... جويريتي، وهاي تكفي!"

جوري (وهي تداعب أرنبة أنفه وتقول بعشق): 

 يسلم لي الغيور دا يناس .....آسفه لو دايقتك ووجعتك  من غير ما اقصد أنا بحبك إنتَ وبس ومفيش أي حد تاني ممكن ياخد مكانك في قلبي ولو جزء صغير قلبي ملك للسيف وبس...

قبلت موضع قلبه كأنها تعتذر عن ذلك الألم أما هو فأصبح تنفسه ثقيلا من حركتها الجريئة غير المتوقعه....


سيف (وهو يطالعها بعيونه اللي فيها شوق وغيرة ولهفة):

"يعني بعد كل دا...
لسّه تسألين ليش أحبچ؟
جوري... آني مو بس أحبچ،
حتى دمعتچ، ما أقبل تطلع إلا على صدري."

(يقرب منها، يهمس وهو يحضنها بشوق مكتوم)

"چوري... آني مدمنچ، وغيور عليچ بطريقة تخوّفني من نفسي.وكل نفس تطلع منچ... محسوب عليّ.لو العالم كله يمدحچ، ما يهمني، بس ابتسامتچ تمحي كل الغيرة... لأنچ ملكي، وملكي وبس."

جوري (بعشق وذوبان ممن لمساته): 

عرفا كل دا ولو في يوم غيرتك دي قلت هعرف إنك بطلت تحبني....أنا بعشقك...

قالتها وهي تشده من قميصه تقبله...

 قبلة تقول فيها "أحبك"....

حتي ولو لم أستطع التعبير...

تعتذربطريقتها منه..

 كأنها بقبلة صغيرة...تداوي ألم قلبه...

.
.
.

فصلت القبلة تحت صدمة سيف الذي لم يبادلها من صدمته هذه أول مرة تبادر هي بتقبيله...نظر لها لم يجدها أمامه ل...
سيف وهو يجري خلفها....

سيف (وهو يجري وراها ويضحك بخفة، لكن صوته فيه لهفة ولهجة جريئة):
"تعالي لهنا جوري...
بس قوليلي، اللي صار دا...
خيال ولا حقيقة؟ لأن حتى لو خيال، خلاني أطير!
طعمه خلاني أنسى كلشي...
بس ما راح أسكت، لازم نناقش هالموضوع،
تعالي، لأن إذا كل خيالچ كدا...
فآني ناوي أعيش فيه طول العمر."

ضحكت بغنج، ومشت بخطوات هادئة نحو الحمام.
لكن شهقت فجأة...
 ولكن سيف كان أسرع.
سحبها لحضنه، وقبّلها.
قبلة فيها كل الحب... وكل العشق... وكل الملكية.

سيف وهو يحملها ويضها علي السرير بحنان كأنها ألماسة ستكسر....

سيف (وهو يحملها بحضنه، ويضعها على السرير كأنها كنز يخاف عليه، 

صوته ناعم لكنه عميق وفيه غيرة ورجولة):

"تعالي لهنا...
خلي أعلمچ شلون يكون العشق،
شلون الغيرة تصير لما القلب يحب حد للجنون...
راح أشوفچ شلون السيف يقلب،
مو لأنج سويتي شي، 

بس لأنج ملكي... وكلشي بيچ يخصّني،
 مو بس لأنچ حركتي ناري،
ولازم تهدّينها... بحضني."

[يحضنها بقوة، يقترب منها، يلف يده حول خصرها، يقترب من رقبتها، يتنفس رائحتها اللي تهدئه...

لا كلمات،لكن الحنين هو ما كان يتكلم بنبضهم،وتختفي الأصوات إلا أنفاسهم الهادية.]

ثم سكون...

فقط سكون،

إلا نبضاتهم،


سكون....


به وعد... أن الليلة بينهم لن تُنسي.

**********************

انقضي أسبوع علي ذلك اليوم و مع ذلك اليوم انتهي شهر العسل وعاد سيف للعمل فقد تراكمت عليه أعمال كثيره وجوري تشرد كثيرا وسيف يلاحظ ذلك....

كان يجلس معها يقول لها أمرا وهي شارده في أحدث العائلة بعد عودتهم اليوم....

سيف (وهو ينظر لها بعمق):

"هاه... صوتچ ساكت ليش؟ وين راح غرامج اللي سكرني قبل شوية؟"

جوري (بابتسامة خفيفة لكن باهتة):

"لسّه معاك... بس شكله غرق في زحمة العيلة."


سيف (يغمز وهو يطالعها):

"همّ؟ هو أحد ضايقچ؟ والله لأرجّهم واحد واحد!"

جوري (بترد بخفة ودلع ساكن):
"لا يا حبيبي، محدش ضايقني... بس العيلة كبيرة، وفيها عيون مش كلها بتضحك."

سيف (يشد على يده، وصوته جدي):
"چا انطيني اسم.
أنا عيني كانت ترصد الكل، بس لو أحد لمّح بكلمة وجّعتچ، والله ما أسكتله."

جوري (تتنهد، تنزل عيونها):
"مش كلمة... يمكن نظرة، يمكن إحساس.
بس أنا تمام... أصلًا وجودك جنبي أكبر من أي كلمة أو نظرة."

سيف (يقول بعصبيه وحده):
"جوري... لا تخليني أتجنن.
من يوم ما دخلنا بيت جدي، وأنا شايف عيونچ تغيرت.
انطيني الصراحة، سمعتي شي؟ حد قال شي؟"

جوري (بعد لحظة صمت، بصوت واطي):
"مامتك قالت كلام حلو... بس حسيت إنها بتلمّح لحاجة.
كأنها بتحاول تجهزني لخبر مش سهل."

سيف (يحاول يمسك أعصابه، لكن صوته اتحول لهامس حاد):
"نورة؟! شنو قالت؟"

جوري (تتردد):
"ماقالتش حاجة صريحة... بس اتكلمت عن إن في حد كان فاكر نفسه قريب منك... وإنه ممكن يكون بيحس بالغيرة."

سيف (ينظر قدامه، نفسه يطلع من صدره بهدوء، لكنه مش مرتاح):
"قالتچ عن ليان، صح؟"

جوري (تنظر له، بصوت ناعم لكن حاد):
"هي قالتش اسم.
بس ليان... كانت بتبصلي كأنها عوزا تضربني بالنار، ولسانها عايز ينطق بأي حاجة توجعني."

وأكلت بغيره:

"ثم حضرتك عارف إنها ليان هانم منين؟؟"

سيف (بهدوء وبنبرة تحاول تطمنها):

"ذاك موضوع قديم خلاص... واندفن وياه وقته، لا تسوينله بال، لأن ما إله أي معنى اليوم."

وأكمل...

سيف (ينظر لها، صوته ناعم لكنه متملك):

"اسمعيني زين... اللي بيني وبينچ، عمره ما راح يتقارن بأي شي ثاني.ولو كان بالماضي شي، فهو ميت، وأنا حي بيچ وبچ، بس."

جوري (تنظر له بعيون عسلية كلها ثقة لكنها مطعونة شوي):
"أنا مش بخاف من ماضيك يا سيف...
أنا بخاف من اللي لسه ما اتقالش."

سيف (وعيونه تلمع بنبرة رجولة وعشق):
"انتي تحبيني صح؟"

جوري (بهمس):
"أكتر من نفسي."

سيف (ياخذ نفس عميق، يقترب منها ويمسك يدها):
"أوعدچ... اللي لازم تعرفينه، راح تعرفينه مني، مش من حد.
بس مو الليلة.
هالليلة، خليها بس إلنا، مو إلهم."

جوري (تبتسم بخجل وهي تشبك أصابعها في إيده):

"أنا جنبك يا سيف... بس مش عايزاك تسيب فيا حاجة توجعني من حد تاني."

سيف ( توتر قليلا لكنه قرّب وجهه منها، وهمس بصوت عميق):
"ما أخلي أحد يمس شعرة منچ.
انتي مو بس مرّتي... انتي كبريائي، وماضيي ومستقبلي."

[يبوس أطراف أصابعها بخفة، وهو يريدتغير الموضوع ، ونبرةُ صوتهِ أهدى]:
"وين  تحبي تروحين هسه؟ نروح نتمشى؟ نغير جو؟ ولا أوديج مكان ناكل بيه سوا؟"

جوري (تضحك بخفة):
" لا مش عوزا آكل ...إنت عارف أنا شبعانة من نظراتك، مش من الأكل."

سيف (يضحك):
"إي بس نظراتي حارة، يمكن تحتاجين ميّة تبردين!"
(ثم يومض بعينه)
"بس أوعدچ... الليلة ما تخلص، قبل ما تسمعين غنوة مني لك.. على صدري، مو بالصالون!"

*********************************

بعد أيام علي ذلك اليوم كان سيف يذهب للعمل ويعود للمنزل متلهفا ليري حبيبته....التي يوما عن يوم تزداد جمالا في نظره وفي يوم كان......

*******

كان الليلُ خريفيٌ خفيف، وعلي أحد الأسطح في جلسة شبابية بسيطة،
ضحك وهزار وسوالف شباب... وسيف وسطهم، لكنه ينظر في هاتفه كل دقيقه.

فارس (صاحبه):

"لك ارتاح حبيبي، مرّتك مش راح تهرب، خف علينا شوية!"

سيف ضحكَ، لكنّه ما ردش.

وضع هاتفه على الطاولة جواره، وقام لحظة يرد على واحد  ن أصحابه بعيداً.

في ذلك الوقت ...
رنّ الهاتف، وفارس مدّ يده ورأي الشاشة:

"چوري❤️ حبيبة قلبي ❤️"

ابتسم وقال:
"يوووووه، مرته عم تتصل. يلا نهرّج شوي!"


كان بعيد عنه، واحد من أصحابه
ابتسم وقال بهزار:
"تبين أرد؟ شكلها مشتاقة."

واحد وهو يضحك:

"رد، بس لا تزعّلها."

ضغط ورد...

قَرَّب الهاتف من أذنه.

 كان مزاح....
لكن ما أتي بعد ذلك...
لم يكن مزاح.

**

جوري... وصوتها اللي قلب الدنيا

جوري (بصوتها الناعم ، الدافي، المغري بطريقة تلقائية،

، وهيتظن أنه سيف):
"سيف؟
يا عمري... كنت مستنياك...
وحشتني، عاوزاك في حاجه كده... بس مش هقولك دلوقتي."
(ضحكة خفيفة، مغرية جدًا، وتكمل بصوت واطي)
"طب ترجع بدري؟ ولا أستناك وأنا نايمة...؟"

**



أما صاحب سيف...

تسمّر.
عيونه اتسعت، ولم يعرف  ما يقول .
ابتسم بارتباك وكاد أن يتكلم...

وفي ىلك  اللحظة...
سيف لمح اسمها علي الشاشة...
ورأي  صاحبه يتكلم.
عقله اتشل.

**

فارس جمد مكانه،
المكان كله سكت،
هو مش قادر يرد، ولسانه مربوط.

"هَي..." كان هيقول أي حاجة، لكن الصوت اللي جه وراه قطع كل حاجة.

**

رأي هاتفه في يد فارس،

وعلى الشاشة: "جاري المكالمة: جوري ❤️"

أخذ الموبايل بعنف،لم يصدق
أخذه من يده من يده، نظر  له بنظرة نار:

"إنتَ بتكلّم مين؟!"

فتح الخط، سمع صوتها لسه بيكمل:

"ما بتردش ليه يا سيف؟! أنتَ..."

أقفل المكالمة بدون كلمة.

نظر لصاحبه، والشرار في عينه:


جهه  تغير في لحظة وهو يقول:

"منو خلاك ترد؟!!"

"اتكلمت معاها؟؟!

وهي فاكرة إني أنا؟!"

"مراتي؟ ما حد يحچي عنها!"

**

فارس (بضحكة مش مناسبة):

"يا راجل، مرّتك شكلها ناعمة أوي... يا زين صوتها، باين عليها–"

لم يكمل.

**

سيف، في ثانية، قلب الطاولة،
ومد إيده في قميص فارس،

وضربه بأول قبضة على وجهه، لدرجة أوقع الكرسي الذي خلفه.

"إنت تتكلم عن منو؟!! ها؟!"

ضربه مرةً ثانيه ، وباقي الشباب يحاولون أن  يفصلوهما عن بعضهما.

"مرتي؟ مرتي إللي اسمها چوري؟!

تقول عليها ناعمة؟!! كلمة وحدة زيادة وراح أفجّر سنانك!"

**

فارس (وهو بيحاول يدافع عن نفسه):
"يا أخي كنت بهزر! بس بهزر والله!"

سيف (بعين مش بتشوف):
"تهزر وأنت بتسمع صوت مرّتي تتنفس عشاني؟!
يا حيوان، دي تبچي لو تأخرت، إنت ترد؟!
ما أسمح لأحد يسمع همستها غيري!"
(ضربه تالتة على بطنه)

**

الشباب لحقو به، جذبوه منه بصعوبة،
لكن سيف كان ينفجّر....كان في حالة غير طبيعية.

"أنا؟ ما أسامح حتى نفسي لو غلطت فيها،
فكيف أسامح غيري؟!"

**

سيف أخذ موبايله، ومشي بسرعة وهو يكلم نفسه.

"چوري... سامحيني، يا بعد عمري... حتى مكالماتچ ما فيني أسيبها أمانة عند أحد... أنتي كلك غالية."

**

عيونه؟ كانت بتغلي نار...
مش بس من الغيرة،
من فكرة أن أحداً تجرأ  أن يسمع صوتها،
وهي تظن أن من يسمع... هو سيف، حبيبها وزوجها وأمانها.


**


مسح على الشاشة...
وشاف رسالتها:

"كنت بس عاوزة أقولك: وحشتني يا حُبّي..."

**

سيف همس لنفسه:

"واني إلي وحشتيني، وما قدرت أحمي صوتچ من أذن غيري..."


***************************


 بعد ساعة، في البيت  - في غرفة نومهم .

 كانت  جوري تجهّز له لباس النوم، وتحمل منشفته،
أول ما دخل... رأته،
عيونه حمراء، يده فيها دم بسيط، شكله متضايق.

جوري (فزعة):
"إيه اللي حصل؟ إنت كويس؟!"

سيف قرب منها فجأة،
نظراته ليست طبيعية...
صوته غليظ، عيونه حمراء.

"سؤال... إنتي اتكلمتي معايا النهاردة؟"

جوري (ببراءة):
"آه طبعًا... اتصلت بيك، كنت محتاجة صوتك... ليه؟"

سيف (بعنف هادي):
"كنتِ متأكدة إنه أنا اللي ردّ؟
ما سمعتيش نبرة غريبة؟
ما خطرش في بالك تسألي؟!"

جوري (مصدومة):
"إنتَ... مش إنت اللي كلّمتني؟"

**

سيف انفجر، مسك إيدها وسحبها ناحية الحائط

سيف (بصوت خافت ونار محبوسة):
" لا چوري... إنتِ كلچ حلالي،
بس صوتچ؟
صوتچ طلع لغيري النهاردة...
وكنت هموت."

**

جوري شهقت، غطت وجهها بيديها،
فورًا.

"أنا... ما كنتش أعرف، أقسم بالله ما كنت أعرف!"

**

 سكتت، وعينيها أدمعت:
"إنت بتشك فيا؟!"

سيف (يشدها له):
"لا يا روحي... أشك في الناس، بس ما أشك فيچ،
بس قلبي... ما يعرف يفرّق بين الشك والغيرة...
لما سمع صوتچ طالع من تليفوني... وصاحبي ماسكه؟
كنت راح أقتل."
(نزل شفايفه على خدها، وهو بيهمس)
"الصوت دا... نعمتچ... ما ينقال لحد غيري، حتى لو صدفة."

لكن تغير في ثانيه..

**

منذ  زواجهم – سيف لأول مرة لا يسيطر على غيرته.

الليل ساكن...
لك ما في صدر سيف، كان عاصفة مشتعلة.
جوري؟جالسة على طرف السرير، عينيها مكسورة،
لكن قلبها... بيخبط بخوف ممزوج بعشق.

**

سيف يدور في الغرفة كالأسد الجريح، وقف أمامها...
وجهه ليس بالسهل، وصوته مثقل، وعيونه بها رجولة موجوعة.

سيف (بصوت متقطع):
"إنتي... فاهمة إيه عملتي؟!"

جوري ما ردتش،
نزلت عنيها، وشفايفها ارتجفت.

سيف (اقترب منها فجأة، وجذب وشها بإيده):
"ردّي عليّا!
لما صوتچ يطلع كده... وبالنعومة دي...
وانا مش قدامه، مش اللي سامعه...
يبقى إنتي بتخليني إيه؟!"

**

جوري (بصوت خافت):
"أنا ما كنتش أعرف..."

سيف (بحدة):
"ما تعرفين؟
أنا؟ أغار من نسمة تعدي عليچ...
وإنتي تخلين صوتچ يوصل لغريب؟!"

(قرب أكتر، صوته يتقلّب لعنف رجولي):

"أنتي مره... وإنتي مرّتي... والمرة ما تسوي هيچ، ما تخلّي رجل غيري يسمع نبضها."

**

لا تزال ساكنة... لكن دمعة نزلت منها،
ليس من الخوف... من إحساسها إنه متألم أكتر ما هو غاضب.

سيف شاف دمعتها... وقلبه اشتد أكتر.

**

سيف (يمسك خصرها بعنف ناعم):
"ردي! ليش ساكتة؟!
ليش؟!"
(صوته يتقل)
"ولا عاجبچ إنهم يسمعون؟!"

**

جوري نظرت له بنظره مكسوره ناعمه:

"أنا باخدك بكل تقلباتك، لأن مفيش نسخة منك ما بحبهاش."


**

سيف (يتجمد لحظة... وبعدين):
"چوري..."
(ينظر في عيونها، يلمح الطاعة، الأنوثة، والحنين المتخبي ورا دموعها)

**

بدون كلام تاني...
شدّها فجأة لحضنه بقوة...
حضن مش عادي، 

حضن رجولة فاقدة لسيطرتها، تريد أن  تثبت أنها تملك لا تستأذن.

**

سيف (وهو بيحضنها بشدة، صوته يتكسر):
"أنا آسف...
بس ما أتحمل، أنتي نقطة ضعفي،
لما شفت صاحبي ماسك تلفوني... وسمعت صوتچ،
كنت عاوز أقتله...
وأقتل أي كلمة مش ليا."
(يهمس في أذنها)
"حتى أنفاسچ... أنا غيران منها."

**

جوري في حضنه، وعيونها مغمضة،
إيده بتلف على ضهرها، بيمسكها كأنها الشيء الوحيد الباقي ليه.

**

جوري (بهمس ناعم):
"سيف؟
"حتى وانت بتوجعني... بحبك، لأن الوجع منك بيطمنّي إنك لسه ليا."

" لما تكون مجنون بيا...

وعشان بحس إني أنثى بجد... لما تكلّمني كده،
حتى وانت عنيف...
لسّه حضنك هو الأمان."

**

رفع وجهها بيده، ونظر  في عينيها...

سيف (بصوت منخفض، مشتعِل):
"جوري... انتي مش بس مرتي...
انتي الحلال اللي ما أسمح لأي عين تتخيّله،
ولا أذن تسمعه...
ولا حلم يقربه."
(يحني رأسه، ويطبع قبلة طويلة، فيها وجع وغفران وامتلاك)

**


سكِت الليل على صوت أنفاسهم،
وعلى لمسة غيرة اتحولت لحنية مشتعلة،
لأن سيف عندما يغار،
يأخذها كلها... قلبًا وقالبًا... وتاخده حبًا وصمتًا.

كان يتمتم:

"الصوت دا حياتي... وعمري ما هسامحه لو خرج منّي."

سيف اقترب منها، لامس جبينه  جبينها،
همس بشفافية راجل موجوع وبيعترف:

"چوري...

أنا أحيانًا ما أتحمّل نفسي،بس إنتِ؟

بتتحمليني...وما تفلتيني، حتى وأنا بصرخ، وأنا بخوفك، وأنا بوجّعك...

وما بقدر ألاقي حب زي دا."

"مش بتحمّلك... أنا بمشي معاك جوّا العاصفة، لأني مابرتاحش غير فيك."

جوري كانت عايزة ترد، تشرح، تبكي...
لكن سيف كان وصل لآخره.

شدّها لحضنه... عنيف، ملهوف، مجروح.
إيده على خصرها بقوة، نفسه سريع، عيناه بتلمع شرر وغرام مختلط.

**

"الليلة...

ما راح أسمح لولا ثانية وحدة تنسيچ إنتي لمين.أنا ما أتكلم... أنا أُثبت."

تحول من مواجهة... لحضن ناري.
ومن حضن... لنار رجولة بتتملّك.
وهي؟ سايبة نفسها ليه...
تتألم شوية، تبكي شوية، بس قلبها بيهمس:
"أنا لسه بحبك."



**

 في الصباح...  

 دخلت الشمس الغرفه،
وسيف استيقظ أولا، ووجد جوري نائمة على جنبها .....اكتشف سيف تعبها، من وجهها المرهق، عيونها بيها آثار دموع.

**

قعد جنبها، لمّس خدها، لقى حرارتها عالية.
جسدها دافي، ويديها ضعيفة.

**

سيف (بهمس):
"يا بعد روحي...
أنا وجعتك؟
أنا أذيتچ؟"

**

جوري بصعوبة فتحت عيونها:

**

"أنا... بخير، بس... تعبانة شوية."

جوري أخيرًا تكلمت... بهدوء.

جوري (بصوت ناعم لكن متحمل):
"عارفة إنك غرت...
وحسّيت بيك...
وعارفة إن اللي جوّاك مش غضب، دي نار حب.
وعشان كده... أنا ساكتة."
(تتنهد)
"لأني بحبك... وبحب غيرتك... حتى لو وجعتني."

**

سيف لفها ليه، بص في عيونها.

سيف (بصوت خافت):
"يعني ما زعلتي؟"

جوري (تبتسم بعين بتدمع):
"زعلت، بس مش منك...
زعلت لأنك حسّيت إني ملك حد غيرك، ولو للحظة...
وانتَ؟ عمرك ما كنت زي غيرك...
حتى غيرتك... فيها حب، فيها وجع، فيها صراخ بيقول: دي مراتي."

****

أكملت...

جوري حطت إيدها على خدّه، وهمست:

"لأني بحبك، يا سيف...

وبحب كل وجع فيك...حتى نارك، بتدفيني."

**

سيف حضنها...
بس المرة دي، مش حضن ندم، ولا تصالح...
بإيده غطاها، وبعينيه نام جنبها،
وبقلبه... وعدها.

إنه حتى وهو بيغار،
هي دايمًا... "أمانه".

**

جلس على الأرض أمام السرير،
أمسك يدها، وطبع عليها قبلة طويلة، وقال:

"چوري...

أنا آسف، والله آسف...أنا مو ملاك، أنا راجل... راجل بيحب مراته لحد الغيرة المؤذية أحيانًا...

بس ما أتخيل صوتچ لحد غيري، ولا حتى اسمچ يطلع من لسان حد تاني."

**

جوري دمعت تاني...
لكن المرة دي، من كلماته.

**

"أنا اتحملت نارك...

"جُرحك بيوجعني، بس بعده حضنك بيشفيني."

كررتها مجددا علها تخفف من تأنيبه لنفسه فهو يجلد نفسه لأنه كان سببا في ألمها....

**

سيف شدّها لحضنه،...
ونظر في عيونها وقال:

"بس من النهاردة...

أتعلم أغير برحمة.بس خلي صوتچ... ملكي أنا."

قالت شيئا داوي كل شيئ........

****

جوري بصّت لسيف بهدوء، وعينيها فيها كلام كتير كانت ساكته عليه، وقالت بصوت ناعم لكنه وصل للقلب:

**

"أنا عمري ما كنت بدوّر على راجل جامد القلب، ولا واحد يقولي أحبك كل شوية...
أنا بدوّر على اللي يحسسني إني بنت... مش قدّام الناس، لا، قدّام نفسه.
على اللي بيغير عليّا مش عشان يشك فيّا، لأ...
عشان بيشوفني ملكه، وبس.

أنا بدوّر على راجل، حضنه أمان... وصوته يهديني، وناره تحرقني لو حد قرّب...
والراجل دا... هو إنت."

**

احتضنها وهو يشكر ربه علي  أنه وهبه زرجة متفهمة مثلها..لأنها تعرف أن أقوى ردّ... هو الهدوء الذي يجعل رجلها يركع لحبها  بصمت دون صراخ دون أي شيئ  واحدة  غيرها كانت ستقيم الدنيا لأجل ذلك ولكنها فضلت الهدؤء ليفرغ طاقته السلبيه وكل مشاعره ثم يهدأ فيعرف خطأه ويصلحه تعلمه بحكمه...

*
*

في المساء كانا يجلسان يحتسيان القهوه وكل منهما محتضنن ٌ الآخر بكل حب......

**

جوري تبادر برد فعل صدم سيف......

**

 "علمني أغار زيّك، بس علشان أدوّبك زي ما دوّبتني النهاردة مش مش عشان أوجعك،

بس علشان أحس أن كمان  بنار قلبَكْ زي ما أنا حسّيتها منكْ النهاردة...

وعلشان تعرَف إنّي حتى في الغيرة... بحبك." 

تقبله وتقول:

 "حتى نارك... بحبها".

سيف (وهو يطالعها بنظرة تذوّب الحجر، صوته منخفض لكن مجنون بالعشق):
"لا، ما أريدچ تغارين مثلي...
چفّت، وحده تغار عليّ مثل ما آني أغار عليها،
راح تقتلني بنظراتها... بكلامها... بحركتها."

(يقترب منها، يضع جبينه على جبينها ويهمس):
"إنتِ تكفيني، حتى لو ما غيرتي،
بس إذا قررتي تغارين؟
علّميني شلون أظل واقف...
لأن غيرتچ راح تذبحني... بنعومتها."

(ثم يهمس بنبرة رجولة ممزوجة بنار العشق):
"وإذا نارچ مثل ناري؟
فـ خلّي قلبي يحترق...
وأعيش العمر كلّه رماد... بس بحضنچ."

ابتسمت له بعشق يصرخ بين أضلعها ونامت علي صدره ملاذها الآمن.

"ثم اختفى الكلام...
وحلّ الصمت،
صمتٌ لا يُسمع...
لكنه كان كفيلًا أن يُطفئ نيران الغيرة،
ويشعل ألف شعلة حب."

***************

في الصباح التالي.

استيقظت جوري نشيطه وهي تفعل روتينها الصباحي تستعد لتطهو فطورهما الرومانسي وهي مبتسمه....

(رغم الألم الذي لا يزال أثره فـي  صدرها... إلا إن صباحها كان دافئاً، وكان سيف يحاول  أن يصلّح كل ما أفسده ، و قلبها... كان يحنّ، حتى لو كان متوجعاً.)

كانت تقطع الخيار لتجد من يحتضنها من ظهرها طابعا قبله رطبه علي عنقها وهو يقول ببحه أثر النوم:

 صباح الخير ي قلبي!!!

جوري ببسمه:

"صباح النور... يا وجعي الحلو."

سيف (يبتسم، يميل يقبّل جبينها):
"سامحيني ع الليلة... كنت مجنون، بس الغيرة لعنتي."

جوري (تتنهد وهي تلمس إيده):
"مش مهم وجعتني قد إيه... المهم إنك دلوقتي بتداويني."

سيف (يضغط على يدها، يهمس):
"كل ما أتذكر دمعتچ... قلبي يوجعني. ما أسمح أبدًا يتكرر. وعد."

جوري تمد يدها ومعها ربطة شعرها ... تربط شعرها وهي بتتكلم بخفّة:

"يعني نعديها خلاص؟ ولا في تحقيق تاني؟"

سيف (يضحك بخفة، صوته خافت):
"نعديها، بس بشرط..."

جوري (تتأمله وهي تبتسم):
"شرط إيه بقى يا باشا؟"

سيف:  اليوم فاضي، يلا نطلع نتمشّى شويه... تعالي، أريّد أفسّچ بطريقتي.

جوري وهي تري أنه يسعي لمراضاتها: ماشي ي أخ سيف نطلع..

سيف( بصدمه مزيفهوعيونه متوسعة ) : 

"آخ سيف؟! بعد كل هذا؟! آخ؟!
حرام هيچي، والله العظيم ظلمتني!"

(يضحك وهو يضع يده على صدره، يتظاهر أنه موجوع):
"يعني سويت كلشي، وبالآخر آخ؟!
هاي نهايتي؟!"

(يتمشى أمامها بحركات درامية وهو يكتم ضحكته):
"راح أدوّخ... يمكن أطيح، يمكن أبچي... آخ!"

قالها بغيظ وهو يتجه ناحية الغرفة لكنه توقف لسماعها  تقف أمامه تقول....

جوري (وهي واقفة أمامه يدها علي خصرها، وتتمصّص شفتايها قليلا):
"آه يا حرام... قلبك الصغير ماستحملش؟
طب ما تعملش كده تاني عشان ما تتصدمش بالآخ دي 😌"

(تلف حواليه وتعدّي قدامه وهي بتضحك بخفة):
"وبعدين يعني... إنت فاكر آخ دي آخر حاجة؟
استنّى لما تسمع آآخ يا ربي منه! 😏"

سيف (بصوت منخفض وهو يجز على سنونه):
"جوري... لا تعلبين بالنار!"

جوري (بضحكة دلع وهي تبتعد):
"وأنا بعمل إيه غير كده؟!"

قالت ذلك وهي تتحرك أمامه نحو المطبخ....أما هو...

سيف ينظر لها،  لكن نظرته تبدلت... أصبحت نظرة امتلاك ليست تلك النبرة المازحة...

ذهب خلفها....

سيف (يغمغم وهو يقترب منها بخطواتٍ بطيئة):
"أهاا... يعني  آخ؟
تريدين نسمّعچ شي غيرها؟"

جوري (تضحك وهي ترجع خطوة الخلف):
"هو في كمان؟! طب ورّيني يا باشا! 😏"

سيف (يوصل لها بسرعة، يمد إيده ويلفها من خصرها بقوة، عينه ثابتة فيها):
"ورّيج؟ لا... أعيّشچ!"

جوري (بصوت خافت وهي تحط إيديها على صدره):
"سـيف... في حد يسمع!"

سيف (بنبرة غيرة وهدوء خطير):
"وخلي يسمعون...
خلي يعرفون هاي جوري... جوري مالي،
تستفز وتدلّع،
بس ترجع لي...
كل مرة، بكل لهفة."

جوري (وهي تتنفس بصوت متقطع، تتكلم وهمسها يرتعش):
"إنت مبتخوفنيش... بس بتدوّبني..."

سيف (قرب وشه منها وهمس في أذنها):
"خوفي عليچ مو منچ...
بس دلعچ؟
راح أعلّمه مَن يكون صاحبه..."

جوري (تغمض عينيها وتبتسم بخجل):
"يبقى ورّيني، يا أستاذ سيف..."

سيف (عيونه تتقلّب فيها):
"لا تعنينها جوري... لأنّي إذا ورّيتچ... ما راح أرحمچ!"

جوري (تضحك بخفة وهي تخرج من بين يديه بحركة ناعمة):
"آه بس أنا مش قلت ورّيني دلوقتي... قلت ورّيني يا أستاذ سيف... لما تبقى فاضي بقى 😉"

(تلف حوله وتعبر جواره بسرعة وهي تضحك)

"أنا داخلة أشيّك عالفطار عشان نطلع... مش كل مرة تسرقني بكلمتين!"

سيف (ينظر لها تمشي أمامه، ويجز على سنونه وهو يهمس):
"هالچنية... تتفنن بتعذيبي..."

(ثم بصوت عالي شوية):
"جوري! لا تفكّرين إنچ خلصتي... أنا أتحمّل... بس ما أنسى!" 😏

جوري (من بعيد):
"أنا واثقة يا سيف... وده أكتر حاجة بتخوفني!"

.

.

.



[يضحكان سويًا وهما يتوجهان للسيارة غافلين عن تلك العيون الحاقده والحاسده لهما — أمام السيارة،  كان سيف يفتح لها الباب، جوري تطل بفستان أنيق محتشم، وهي لابسة نقابها، لكن عيونها تضحك  تطالع النافذه، بتبتسم.]

[وصلوا لمكان عباره عن  مقهى صغير دافئ على النهر، به جلسات على الشرفة المغطاة بالزجاج، وشموع على الطاولات، والناس قليلة.]

جوري (بدهشة):
"يااه سيف... المكان دا تحفة! إزاي عرفته؟"

سيف (بصوته الخافت):
"من يوم ما خطبتچ، وأنا أدور على أماكن تشبهك... هادية، دافية، راقية، وما تنشاف إلا بعين قلب."

[جلسوا سويا منتظري طلبهم، الذي كان عبارة عن  شوكولا ساخنة لجوري، وقهوة عربية لسيف.]

جوري (وهي تطالع كوبها):
"عارف؟ أنا مبسوطة قوي إنك معايا... يمكن أكتر من أي وقت."

سيف (وهو يمسك إيدها تحت الطاولة):
"چوري... صدگيني، آني ما أتنفّس صح إلا وإنتي يمّي."

[لحظة صمت ناعم، نظرات، دفء، بخار الشوكولاتة، وأيديهم متشابكة.]

جوري (بضحكة خفيفة):
"طيب لما الجو يسخن... هتخطفني فين؟"

سيف (بصوته الرجولي الهادي):
"إذا إنتي الشمس، آني لازم أختفچ حتى بالصيف، وأخبيچ من عيونهم كلهم."

جوري (تخفض عيونها بخجل):
"بحبك... ولو عليا، أعيش طول عمري في اللحظة دي."

سيف (يمد يده، يمسك يدها فوق الطاولة):
"خليها لحظات كثيرة... وعيشيها معي، دايمًا."

(في تلك اللحظة ، كانت تشعر أنها ليست معه فقط.. هي داخل حضنه من غيرأن يلمسها... عيونه كانت تحميها أكتر من أي شيئ.)

*********

كان يجلسان سويا لمدة ساعات دون الشعور بالوقت ولكن بعد مدة طلبت جوري الرحيل فوافقها سيف.....

في الطريق....

سيف (وهو يقود و بنظرة جانبية لها):
"جوري... لا تصيرين ساكته بهالشكل، أحس چني خاطفچ مو طالع وياچ."

جوري (ترد بهدوء مصطنع):
"ما أنا ساكته عشان ما تضيّعش الطريق..."

سيف (بضحكة خفيفة):
"الطريق واضح، بس چنت محتاج طريچ تحكين وياي... اشتگتلچ بالصوت."

جوري (بكسوف مصطنع):
"ما كل ده دلعني وطلّعني، ولسه بتشتاقلي؟"

سيف (نظر أمامه وهو مبتسم):
"إي... شلون ما أشتاق وإنتي اليامعة بعيني كل الوقت."

***********

علي جانب الطريق.

طفل الصغير (حوالي ٦ سنين) كان يأكل قطعة كبيرة من الدجاج، وفجأة...

يسعل بشدة... ثم يختنق!

وجهه بدأ يحمر، عيونه اتوسعت، وصوته اختفى!

السيدة (أمه، وهي تصرخ):


"آدم!!! آدم يا يمّه شبيك؟!!!"

الجميع بيقف مصدوم... مش قادرين يتحركوا، الصوت اتخنق فجأة في المكان.

سيدة (بصوت مبحوح وهي راكعة على الأرض):
"يا ناس! ولدي! ولدي ما يتنفس! ساعدوني!!!"

*************

"ضحكاتها كانت تملئ السيارة... ولكنها توقفت فورما لمحت تجمعاً للناس  سيده تصرخ أن يساعد أحدا ولدها... ."

*****

"غير أن الحياة لا تمضي دائمًا على هوانا... فكم من لحظة دافئة مزّقها صوت الوجع."

جوري بخوف: سيف.. سيف ..سيف.. اقف علي جنب....

سيف (بقلق، وهو يقترب منها بسرعةٍ موقفا السيارة):
"في إيه؟؟؟ شصاير؟ ليش وجهچ متغير؟!"

جوري بترجي: سيف بالله عليك تعال نساعد الست إلي هناك دي ابنها شكله في حاجه والناس مش بتساعدها بالله عليك!!!

سمعها تقول ذلك فتنهد براحة فقد ظن أن شيئا ما أصابها....

سيف (بابتسامة مطمئنة، وهو ينظر لها بنظرة هادية):

"ماشي يا جوري... نساعده، بس قوليلي إنتي وياچ أدوات؟ أدوية؟ شي نقدر نستخدمه؟"

جوري بثقه:  أكيد بحطها في شنطة العربية احتياطي!!!هما شوية حاجات إسعافات أولية...

سيف وهو يطالعها بدهشه ويبتسم: "طب يلا... نشوفه؟"

(يحرك حاجبه بنصف استغراب، ونصف دلع، وهو يحاول يفهم سرعة حماسها)

"هاي أول مرة أشوفچ هيچي مستعدة!"

جوري (وهي بتلبس الجوانتي بسرعة):
"ماهو مش هينفع نقف نتفرّج! يلّا يا دكتور سيف، جهز نفسك!"

سيف (يضحك وهو يراقبها):
"واضح إني مو بس طبيب... صرت مساعدچ بعد!"

نزلت معه وهو يحمل علبة الإسعافات...
*******

وصلوا فوجدوه طفلاً صغيراً ملقي علي لأرض، يحاول أن يتنفس بصعوبة، وجهه محمّر، أمه منهارة تبكي، والأب يقف كالتائه، مرتبك لا عيرف  ماذا يفعل.

وقفت أمام تلك السيده الثلاثينيه وزوجها الواضح عليهم علامات الخوف علي طفلهم...

لأب (بصوت عالي):
"شسوي؟! هو چان ياكل... وفجأة اختنق!"

الأم (تبكي وهي تهز الطفل):
"يمّه رد عليّ!!!"

سيف (ينحني بسرعة):
"سيبوه إلنا! جوري تعرف شتسوي، ثقة!"

جوري  للناس(بهدوء بس بتركيز شديد):
"أنا هتعامل... إبعدوا شوية! بسرعة!!"

جوري وهي تكلم السيده: أنا دكتوره ممكن أساعده باسعافات أولية لحد ما نوصل المستشفي....

"نظرت لها السيده وهي تتعلق بيدها وكأنها طوق النجاة لهم"

السيدة (بصوت مخنوق وهي تبكي، وتمد يدها إلى جوري):
"شكرًا حبيبتي... والله ما أدري شلون أشكرتچ!
ما أعرف شسوي چان من غيرچ...

شوفيه بالله عليچ... طفلي، شوفيله حل!"

(جوري تأخذ الطفل بحذر، تجلسعلى ركبتيها وتضع  يدها على صدره، ثم تبدأ تعمل مناورات خفيفة ضربات على ظهره لكن بحساب، خمس مرات، من فوق لتحت بخبرة، تقلبه بزاوية، تحافظ على وضع راسه لتحت)

جوري (بتركيز وهي مش شايفة حد):
"أيوه... لازم يطلع اللي واقف في الزور... هو بيختنق!"

السيدة تبكي وتدعي:

"يا رب... يا رب تحفظه!"

لحظة... الطفل يسعل بقوة، وفجأة... القطعة الصغيرة تطلع من فمه!

آدم ياخد نفس عميق... ويبدأ يعيط!

السيدة (بدموع وهي تحضنه):
"يا روح أمك... الحمد لله... يا بعد قلبي!"

الأب (وهو مصدوم ومرتعش):
"يا رب... يا رب جزاكم خير... شسوي لو راح منّا؟!"

سيف (يضع يده على كتفه):
"لا تحچي... المهم بخير... بس نوديه للمستشفى فورًا."

جوري تتنهّد وهي تبعد النقاب:
"هو بخير... بس لازم يروح مستشفى فورًا... ممكن يكون حصل انسداد جزئي أو جرح."

سيف (بجدية):
"يلا وياي... أروح بيكم للمستشفى بسرعة."

السيدة (وهي تمسك يد جوري):
"شكراً ... مش عارفة شلون أردلك هالجميلة..."

جوري (بابتسامة مطمئنة):
"مافيش جميل بيننا... ابنك أهم دلوقتي."

وأكملت... 

 (وهي تتأكد من تنفس الطفل):

"الحمد لله... تنفسه رجع طبيعي، بس محتاج كشف يتأكدوا إنه ما اتأذيش من جوّه."

"ولا زم يتحط تحت مراقبه قبل ما يغمي عليه تاني يلا تعالوا معانا"

*********

دخلو للمشفي الحكومي في بغداد كونه أقرب مشفي لهم..

مدخل الطوارئ – مستشفى حكومي في بغداد

 المغرب – الإضاءة هادئة، الجو متوتر و مليئ بالخوف على الطفل.

السيارة توقفت بسرعة عند الطوارئ.

الأب نزل بسرعة وفتح الباب الخلفي، وأمه كانت تمسك الطفل بحضنها، وجهه هادي لكنه مرهق

الأب ساعدها بحذر، والأم ماسكة إيد جوري وبتعيط وهي تردد:

الأم (بدموع):
"الله يخليچ... الله يخليچ إلنا..."

سيف (بصوته الرجولي، وهو يمسك الباب):
"أمشي بيه فورًا للطوارئ، آنه أكمّل الإجراءات."

(يدخلوا بسرعة... دقائق تمر ببطء...

بعد ما استقرت حالة الطفل جوّه، وخرج الطبيب وقال أنه بخير ولو الإسعافات الأوليه لكان مات مختنقا، الكل بدأ يهدى)

الأب (يقرب من سيف وجوري، ملامحه متأثرة وهو يحط إيده على صدره):
"أخي... أختي... سامحونا... نسينا حتى نسأل منو إنتو!"

سيف (بصوته الرجولي):

سيف الشمري والمدام جويرية.

(جوري تبتسم ابتسامة ناعمة لتلك السيده التي بادلتها البسمة من تحت النقاب، وتميل راسها برقة بدون كلام)

الأب (يمد إيده):
"أنا كرار... وهذا ابني آدم... وهاي أمّه، رُبى."

(نظر لهم بامتنان شديد):

"أخ سيف... أختِ... والله لو ما الله ثم إنتو، چان ابني راح منّي بعيوني.

الأم (تمسك يد جوري، ودموعها لا تزال على خدودها):
"إنتي شنو؟ ملاك؟
 شكلك، لهجتچ... أبد ما توقعت إنچ راح تكونين المنقذة!"

جوري (تضحك بخجل وهي تحاول تسحب إيدها برقة):
"ده ربنا اللي ستر... أنا بس كنت موجودة، وقدرت أتصرف شوية."

الأب (يبص لسيف):
"وزوجچ... رجال أصيل.
وقفنا وساعد... مو كل من يوقف ويتدخل."

سيف (بهدوء):
"ما سوّينا غير الواجب.
أهم شي آدم بخير."

(لحظة صمت قصيرة تمر... ثم الطفل يخرج بعربة صغيرة، نايم وهو بخير.)

الأم تصرخ بفرحة باكية:
"يمّه!! الحمد لله!"

الأب يرجع يبص لجوري وسيف، وعينيه تلمع:
"اليوم... صرنا أهل.
تعبناكم... بس لو تسمحون، نريد نرد الجميل."

سيف (بابتسامة):
"الجميل... إنكم ترجعون سالمين."

جوري (بصوت ناعم):
"وحضن آدم لأمه هو أكبر شكر."


**************************

سيف وجوري واقفين جنب السيارة أمام باب المستشفى.
الأب والأم مع الطفل بعد ما طمنهم الدكتور إنه بخير، لكنه محتاج أن يظل تحت الملاحظة  بعض الوقت.

جوري وقفت ساكنة قليلا، عيونها على باب الطوارئ، ولا تزال  متأثرةً بالمشهد.

سيف (ينظر لها  وهو يسند ضهره على السيارة):
"كلشي صار بسرعة... لو ما چنتي هناك... چان صار شي كبير."

جوري (بهدوء ووجهها مائل للحزن):
"كنت شايفة نفسي في أمه...
لحظة واحدة بس كانت كفيلة..."

سيف (يقترب منها بهدوء، صوته خافت):
"بس ما صار... لأنچ چنتي موجودة."

(ينظر في عيونها من خلال النقاب):
"والله فخور بيچ، جوري... مو بس فخر...
أنا ممتن."

جوري (تبتسم تحت النقاب، بس صوتها يترجف):
"أنا مش سوبرمان يا سيف... كنت مرعوبة... بس خفت عليه زي ما يكون بتخيل أولادي لو مكانه مستقبلا لا قدر الله."

سيف (يقترب منها أكثر، صوته دافي):
"وهمّا محظوظين بيچ... وأنا بعد."

(يلمس يدها بخفة، وينزل صوته أكتر):
"كل مرة أحبچ أكثر... بطريچ، بقوتچ، وحتى بخوفتچ."

جوري (تهمس وهي تبص بعيد):
"هتضحك عليّا لو قلتلك... أنا كنت بدعي من قلبي إنه يتنفس؟"

سيف (بابتسامة دافئة):
"لا، بس راح أضحك...
لأنچ نطيتيني عمر ثاني وأنا أشوفچ هيچي..."

(سكت شوية، ثم همس):
"بس لو تختنقين أني... منو ينقذني؟"

جوري (تضحك بخفة تحت النقاب):
"مش إنت اللي دايمًا بتقول: أنا اللي أدوبك؟ أهو اتعديت."

سيف (يضحك، وهو يفتح باب السيارة لها):
"اتعدّيت... وانتهيت... ويلا، نرجع قبل لا أخلي النقاب نفسه يختنق من الغيرة."

جوري (وهي تركب):
"هو النقاب بس؟!"

.........

ركبت معه السيارة عائدين للمنزل وهي شعر بالتعب بعد أن أخذت رقم  " رُبَى"  لتطمئن علي" آدم " وكما أنه ربما ستنشأ بينهما رابطة صداقه.

"اليوم بدأ بغيرة... وانتهى بإنقاذ حياة. يا ترى، إيه تاني ممكن يجمع بينا بكرة؟"

أما سيف فكان متخبطاً بأفكاره...

"چفّت چفّت... شبيچ جوري؟
ردّة فعلچ اليوم غير... مو أول مرة تشوف حالة طارئة، بس انتي؟
دموعچ، خوفچ، الطريقة اللي حضنتي بيها الطفل...

مو بس طبيبة... چنتي...!

إيه، نظرتچ كانت نظرة ...،ولهفتچ مو طبيعية... وكإنه ابنچ، مو غريب.يعني شنو؟لا تقول... لا، لا، ما يصير...(يتنهد وهو يباوعها وهي ساكتة)بس والله حركاتچ غريبة من كم يوم،تعب، نوم، دموع، ولهفة زايدة...*جوري... إذا اللي ببالي طلع صدگ؟راح أموت من الفرحة... بس ليش ساكتة؟

.

.

.

رأيكم في الفصل.

.

.

.

مشاعر سيف وجوري.

.

.

.

توقعاتكم.

.

.

.

سلام.

.

.

.



 

نَزِيف العشق - 𝔅𝔩𝔢𝔢𝔡𝔦𝔫𝔤 𝔩𝔬𝔳𝔢 الفصل الثاني عشر

|12|نَزِيف العشق - 𝔅𝔩𝔢𝔢𝔡𝔦𝔫𝔤 𝔩𝔬𝔳𝔢 جرح الغيره -  وغفران الحب. . << السيف في الغمد لا تُخشى مضاربه وسيف عينيكِ في الحالتين بت...