|11|نَزِيف العشق - 𝔅𝔩𝔢𝔢𝔡𝔦𝔫𝔤 𝔩𝔬𝔳𝔢
بيت العائلة.
.
.
لا تنسوا التصويت والتتعليق بين الفقرات.
.
.
كانت تجلس علي السرير بعد ذلك الحمام المنعش تضع منتجات عنايتها ببشرتها لاترتدش شيئا سوي تلك المنشفة مستغلة غياب سيف لشراء بعض الحاجيات للمنزل......
كانت تدندن أغنيتها المفضلة بصوتها الغذب وهي مندمجة فيما تفعل غير منتبهة لذلك الواقف علي الباب يطالعها بعشق يخرج من عينيه.
كانت تغني....
أنا العاشقُ لعينيك .....بربِّ العشقِ فارحمني
وخُذ بي بين يديك......نبضُ القلبِ أسمعني
وضمد جرحيَ الدَّامي مني إليك فأخذني
وشافِ مرَّ علقمك.....حيثُ الشؤمُ يحملني
وداويني ببعض الحب طمئني وصبرني...
اقترب منها واحتضنها من ظهرها لتشهق وهي تشعر بأنفاسه علي عنقها ....احمرت خدودها من الخجل فهي شبه عارية أمام عينيه التي تكاد تأكلها....
جوري بخجل ودلع: سيف خضتني!!!
سيف بعشق ورغبة دفينة: وأنا موجود أهو... هداوي كل شي، حتى اللي ما ينقال.
بس انتي... صوتچ حلو كلش، ينفع تغنين بيه،ينفع...
تدندني لنفسك، وتنسيني.. ولا مرّة غنيتيلي؟
[جوري تضحك بخجل، وتهرب بعينيها عنه، لكن هو يقرب أكتر، صوته أخفّ وأعمق]:
"لو تدري شكد أحب أسمعچ،
كان كل ليل تهمسينلي شي، حتى لو همسة... وتنامين بصوتچ بقلبي."
جوري: "كنت بدندن بس... مش غُنا!"
سيف (يقرب منها، صوته أخف وأعمق):
"بس أنا سمعت نبضة غرام في كل همسة...
صوتك، لما يهمس، يدوّخني...
لو غنيتيلي، يمكن أنام مرتاح"
[يحط إيده على خصرها، يقرب شفايفه لأذنها، يهمس وهو يضحك بخفة]:
"غنيلي ، جوري... حتى لو بـ اسمي،
خليه آخر شي أسمعه قبل ما أنام."
[جوري تضحك، تخبي وجهها بكتفه، وهمسها خجول]:
"هغنيلك... بس بصوت واطي، عشان قلبي بس يسمع."
سيف (وهو يحضنها ويهمس):
"وهو دا كل اللي أريده...
صوتچ إلي، وقلبچ إلي،
وكل لحظة بيچ... ما أشاركها مع الهوا."
جوري (بصوت ناعم جدًا، مكسوفة):
"أنا... هغنيلك دلوقتي، بس متضحكش عليا..."
[تتنفس بعمق، وتبدأ تهمس بكلمات بسيطة، بصوت ناعم، حنون، كله خجل وحُب]
"يا سيف... يا حبّ عمري
في عيونك بلاقي عمري
ده حضنك هو بلادي
وإنتَ فرحي ومرادي..."
[صوتها يرتعش في الآخر، ووشها يحمر وهي تغطي وشها بإيدها بخجل]
"بس كده... مش هقدر أكمل..."
سيف (واقف مصدوم لحظة، عيونه تلمع بذهول):
"جوري... إنتي لسه بتقولي صوتك مش غُنا؟
ده مو بس غنا... ده عشق!"
[يمسك وشها بين إيديه، عيونه فيها غيرة خفيفة وهو يهمس]
"بس قوليلي... غنيتي قبل كده لحد؟
حد غيري سمع النغمة دي؟"
جوري بعفويه: آه طبعا لعمر ومالك و مرة في حفلة المدرسة و...آآآآآآآآآه....سيف!!!
سيف (بغيرة مكتومة):
"بقى كل دول سمعوا؟
ولسه في كمان؟
كفاية... ارحمي قلبي."
[يمشي خطوة ليها، يرفع إيده بلطف، يحطها على خدها، عيونه مش سايبين عيونها]:
"صوتچ هالقد... حنون، دافي، بيذوب...
وإنتِ غنتي بيه لغيري؟"
جوري (بخجل وبصوت واطي):
"مكنتش أقصد... كنت صغيرة، ومش كنت بفكر..."
سيف (يقطع كلامها، بنبرة غيرة رجولية ناعمة):
"لا تغنين لحد تاني... ولا قدّام أيّ حد...
غنيلي أنا، وبس.
سمعا؟"
[جوري تبتلع ريقها من التوتر والخجل، تهمس وهي تهز راسها]:
"سمعا..."
سيف (يقرب منها أكتر، صوته بين الحنية والامتلاك):
"صوتچ صار إلي... زيچ،
ما أريده يدوّي بغير أذني...
وإذا غنّيتي، فغنّي لجواي، لحبي، لغيرتي...
غنيلي، وأنا أحضنج."
[يقرب منها بحضن ناعم، ويهمس في أذنها]:
"غني، وخلّي كل كلمة تطلع منچ، تربطني بيچ أكتر...
بس إوعي... تغني لغيري..
جوري وهي تداعب أرنبة أنفه: حاضر...طلباتك أوامر...
اقترب منها وقال وهو يقبلها...
"بس أول شي... اكو حساب لازم نصفيه."
قالها وهو يناظرها بنظرة جعلتها تذوب، وكله شوق ولهفة لم يستطع أن يخفيها.
بادلته بكل حب و....
كان يقبلها كأنه لم يقبلها من قبل بكل حب يتجدد كل يوم ...
رن هاتفه فتجاهله....رن مجددا وتجاهله....
جوري بصوت متسارع: شوف مين ي سيف ممكن حاجه ضرورية ولا حاجه...
سيف وهو يأخذ نفس عميق عله يهدأ من ثورة مشاعره وهو يسب ذلك المتطفل الذي قطع عليه لحكاته السعيده مع جوري....
.
.
.
.
سيف بصوت ثقيل: "إي... شتريد؟"
قال ولم يطالع المتصل فلم يكن يهمه بقدر مايهمه أن يرجع لها...
عبد العزيز بحده: "احچي عدل ياولد!"
سيف (بأسف وهو يتنهد):
"آني آسف جدي... ما كنت أدري إنّه حضرتك."
عبد العزيز بخبث:
"أهااا... چان شكلي چطعت عليك جو خوش! ما تضيع وقتك إنت، ولد ذيب!"
وأكمل بخبث أكبر...
" ليك كمل خوش، بس لا تنسى إحنا ننتظر نشوف شي يفيد..."
سيف (بوقاحة محببة وهو يضحك ويغمز لجوري):
"إي والله، چنت قريب أكمّل... خوش وقت چطعتني بيه، جدي!"
.......
شهقت جوري وهي تسمعه وهو يضحك...
ضحك الجد وجوري تشعر بالخجل وهي تستمع لذلك الجد والحفيد الوقح.
سيف:
"هاا زيزو، شكو يا بعد راسي؟ شنو صاير ويههم؟"
عبدالعزيز (بصوته القوي ولهجته الجدية):
"لابس! چنه چنا معازمينك إنت ومرتك، هاي اللي من يوم العرس وما شفنا وجهها بسببك، يا ولد.
قوموا هسه، تجون عالبيت... بيت العايلة، مفهوم؟"
سيف (وهو يضحك بخفة ويحاول يخفف التوتر):
"ولا يهمك يبه... إحنا جايين، بس لا تعصب، ترى مراتك الجديدة هاي تخوف من زعلك!"
(ينظر لجوري ويغمزلها بخبث)
"وبعدين... أنا ما خليت أحد يشوفها، مو بس إنتو، حتى الهوا ما شافها، محسوبة عَلَيّ بس."
جوري: سيييييييييف!!!
ضحك الجد وقال:
"براحتك عليها شوية، يا ولد... البنية خجولة مو متلك وقح."
سيف (وهو يضبط نبرة صوته رغم الضيق):
"خلاص جدي... هنيجي، سلام."
(ثم قفل المكالمة بسرعة، وبعيونه شرار، وهو يزفر من القهر)
"يعني ما گدرتوا تخلوني أكمل لحظتي ويا مرتي؟!"
جوري (تضحك بخفوت وهي تقرّب منه):
"سيف، إنت متضايق؟ ولا زعلان عشاني؟"
سيف (وهو يلف ناظره عليها، صوته غليظ بس ناعم):
"زعلان عاللحظة اللي راحت، بس مو مشكلة... الجايات أحلى، بس أوعديني، لا تغنين قدام حد تاني... صوتچ إليّ، فهمتي؟"
جوري : حاضر..يعني خلاص هنروح؟؟؟
سيف: إيه يلا غيري!!!
سيف (وهو يزفر بصوت واضح، ونبرته فيها غيرة وضيقة مكبوتة):
"يلا قومي غيري!... بعدنه رايحين لبيت العايلة ها العايله، ومراح أتحمّل نظرة أحد عليچ وانتي بهالنعومة!"
(يقترب منها وهو يناظرها من فوق لتحت، يطالعها بنظرة تملّك واضحة، ثم يكمل بصوت منخفض غارق بالغيرة والرغبة):
"وچفچ، صوتچ، ريحتچ... حتى ضحكتچ، كليته إلي، لا تطلعين بيهم لحد."
جوري (بخجل وعيونها نازلة، لكنها بتتكلم بدلع هادي):
"هو أنا كده عملتلك مصيبة ولا إيه؟ دا أنا كنت لسه بدفي في حضنك..."
[تخطو خطوة صغيرة ناحيته، تمسك طرف كم الفستان وتعض شفايفها، نبرتها ناعمة لكن فيها لهفة وجرأة مغلفة بالخجل.]
جوري (وهي تبص له من تحت النقاب):
"يعني صوتي ووشي وضحكتي... كله ليك، يا سيفي... بس برضو كنت عاوزة أكمل اللحظة دي، قبل ما نلبس أقنعة العيلة!"سيف (نظراته تغلي، وقرب منها خطوة):
"لكيتچ مصيبة فعلاً... مصيبتي الحلوة، يلي حتى تنفسچ يسكرني... بس لا تراوغين، قومي بدلي قبل ما ألبسچ بنفسي."
[تمد إيدها بلُطف على صدره، وتهمس بصوت ناعم جدًا:]
جوري:"طب لو غيرت، ووعدتك إني ما أغنيش ولا أضحك قدام حد... هتاخدني في حضنك بعدها زي ما كنت؟"
سيف (يمسك إيدها ويقربها منه):"
إذا وعدتيني... آخدچ، وأذوبچ، وأخلّيچ تنسين اسمچ حته، مو بس صوتچ."
ضحكت وهي تركض للخزانه تنتقي منها لباسها ولباس سيفها الحبيب...
_________________________
بعد مده .
كانو في الشارع متجهين لمنزل جده الذي في نفس الحي وهما يمسكان يديّهما بحب...
وقفوا أمام منزل ضخم مكون من خمسة طوابق من الطابع الكلاسيكي...
فتح ذلك البواب الباب لهما وهو يرحب بسيده ويغض بصره عن زوجته فالجميع يعلم طباع سيف مع من ينظر لنساء أسرته...حتي لو لم يكن كذلك هم لايوظفون أحدا سوي من يعلمون أخلاقه...
دخل سيف المنزل تحت ترحاب أمه به وبجوري...
نورة (بصوت مليان حب وحنية):
"وحشتوني يا ولادي هواية..."
قبلت جوري يدها وهي تحتضنها...
جوري: أومال فين بابا سلطان؟؟؟
نورة (بفرحة ودفء):"زمانكم جان يا حبايبي... تعالوا، تعالوا!"
دخلت جوري معها وهي تمسك يد سيف...
كان الكل هناك سلمت جوري علي الجد وهي تقبل يده وهو يرحب بها بحفاوه...عيون كثيرة كانت تراقب جوري، بعضها بحب، وبعضها بنظرة لا توصف... كأن وجودها ثقيل على قلب أحدهم
كذلك فعلت مع البقية لكن من دون تقارب...كما ورحب بها الجميع بحب...
جلس الجميع وكان هناك نظرات حاقده من أحدهم تجاه جوري...
مريم"زوجة مبارك الإبن الأصغر" بسخريه لاذعة:
"أهلاً أهلاً يا عروسة مصر! عاش من شافج!
من يوم ما اتجوزتي، لا حد شافج ولا سمع صوتج... يعني ما عجبنچ العيلة؟"
سيف بحده: "مرّة عمي، كفّيه!!
مريم بمسكنه وبنبرة استهزاء:
"هو أنا قلت شي؟!هي إللي ما عملتش تقليد العيلة، يبقى اسمه إيه؟"
كاد سيف بالرد ولكن وضعت جوري يدها علي قدمه لتمنعه وتهم هي بالرد بثقه:
لا والله يا طنط...مين قال مش عجبني...أنا حبيتكوا فعلا ويشهد ربنا بكده وأنا بعتبركوا زي أهلي أما بالنسبه للتقليد بتاع العيله فدي أول مرة أسمع بيه فلو ممكن تقول لي وأنا أعمله؟؟
نظر لها الكل ببسمه لرده الذي نال إعجاب الجميع خاصة الجد.
ليان "ابنة مبارك"بسخريه: "ويا ترى، مين رح يعرفك يا مصرية؟!"
نورة (بحزم وهدوء):
"ليان، احترمي مرات أخوكي، سمعا؟ وكلي كلامك بأدب... ومين قال إني رح أقول لها؟!"
آلمت تلك الكلمة أحدهم ولكن لم يصدر أي ردة فعل علي وجهه لكن داخله كان بركان...
نظرت جوري لها بحب مع دخول سلطان وأخويه ناصر ومبارك لتسلم عليهم جوري...
نوره: يابنت دا موضوع أي عروسة تدخل البيت بتطبخ لكل أهل البيت أكلات من عندنا وبيشوفوا طبخه وبيقيموه وحاجات زي كدا..
جوري ببسمه: طيب ي ماما أكلات غيه إلي أعملها وأنا جاهزه؟؟
سيف (بنبرة حازمة وحنونة):
"حبيبتي، إنتِ مو مضطرة تسوين شي لحد، ولا عشان حد... إنتِ تسوينه لأنج، ولأجل قلبج الحلو."
جوري ببسمة : لا يحبيبي عادي أقدر أعمل متقلقش عليا بس هو طلب صغير...
اقتربت من أنه وقالت: مش عوزا أي راجل يقرب ناحية المطبخ خالص...
سيف (بابتسامة دافئة وبثقة):
"غاليتي، الطلب رخيص وما أبدًا ما راح أتعبج."
جوري : لا مفيش تعب أبدا...
والتفت لنوره...
ماما عرفيني المطبخ فين ومش عوزا حد يكون هناك؟!!
نورة: حاضر يا بنتي!
سيف (بحزم وراحة):"يا جماعة، لا يدخل أي راجل المطبخ لحد ما مرتي تخلص، فاهمين؟ ما أقبل إلا هيه."
نظر االجميع له وهو يهزون رأسهم موافقة واحتراما لحرية جوري ورغبة سيف "زوجها".
كان هناك أحدهم يغلي غيرة وحقدا علي جوري...فكيف يكون سيف لها هي وهو كان من المفترض أنه لها!!!
______________
دخلت جوريالمطبخ وهي ترفع نقابها وتري ماستفعل وبأي شيئ ستبدأ أخبرتهانورة عن الأشياء وأماكنها وتركتها بعد طلب جوري...
كانت ترتدي المريول وتتحرك هنا وهناك بكل خفة وهي تضع المكونات فقد قررت عمل مائدة من الأكل المصري والعراقي مع وضع أكلة سيف المضلة طبعا وأكلتها هي الأخري"الباشميل" و الكشري المصري طبعا والدجاج المتبل...
وصنعت أكلات عراقيه كانت تحاول تعلمها سابقا...
الفتة العراقية"أرز مع لحم وصوص اللبن أو الزبادي"المكبوس وهو "طبق أرز مع اللحم المتبل، يشبه البرياني لكنه مختلف في التوابل" وكما صنعت الدولمة وهي"خضار محشوة بالأرز واللحم، مثل ورق العنب والكوسا والباذنجان." و التشريب وهو "شوربة خبز مع لحم وصلصة الطماطم، تقدم ساخنة" والكباب العراقي وهو "لحم مفروم متبل ومشوي على الفحم، يقدم مع الخبز والطماطم."
وبعض الحلويات كذلك.....
الكليچ (الكليجة) وهي"عجينة محشوة بالتمر أو الجوز أو المكسرات، ومخبوزة على شكل أقراص صغيرة" و البقلاوة وهي "طبقات من العجين المحشو بالمكسرات (الجوز، الفستق) ومغطاة بالقطر (الشيرة)" وكذلك الزلابية وهي"حلويات مقلية على شكل دوائر أو أشكال مختلفة، تغمس في العسل أو القطر."
فعلت كل ذلك لساعات لأجل سيف فهي لا تريد أي يقلل أحد منه لإختياره زوجة لا تعلم عاداتهم هي سبب لرفعة رأسه وستكون دوما...
__________________
جاء وقت العشاء.
كانت تحضر الطاوله وتضع اللمسات الأخيرة علي الطعام الذي كان يفتح شهية أي شخص يراه كما والرائحة الذكية التي جلبت الجميع دون استثناء "حقا هنيئا لأمها التي علمتها كل شيئ" .
أما أحدهم..
كانت تمرّ بجانب السفرة بعين فاحصة، لا تبحث عن خطأ في الأكل فقط، أعلى غلطة أو نُقص في التقديم، بل كأنها تتمنى لو احترقت الصواني كلها.
عبدالعزيز وهو يطالع الطاولة بعد أن جلس وجلس معه الجميع: "ما شاء الله! إنت إلي عملت كل دا؟ ما شاء الله، الجواب باين من العنوان!"
سلطان وهو يشير للباشميل:
"إيه دا يا جوري؟؟؟ شكل جديد ولا إيش القصة؟"
جوري: دا أكلة مصريه مشهوره عندنا إسمها الباشاميل فيها لحمه ومكرونه وخلطه اسمها بشاميل جميله أوي هتحبوها!!!
ناصر وهو يأكل من شيء بتللذ:
"ودا يا بنتي؟ والله ذوقه رهيب! مين اللي طبخه؟"
جوري ببسمه: أنا... دا كشري يا عمو مكرونه ومعاها صوص وبصل و......
كان الجميع يأكل ويبدي إعجابه بالطعام لتقول نوره..
نورة (بدهشة وحيرة):
"ألا صحيح يا جوري؟ متى علمتي كل هالأشياء؟"
جوري: والله يماما أنا قبل الفرح كنت بحاول أتلم أكل عراقي وماما كانت بتساعدني...أصلا هي مش بتحب حد يعمل أكل غير هي وكانت بتقول لا زم جوزك ياكل من إيدك إنت فكنت بتعلم ودا غير إني بحب الطبخ من وأنا صغيره..
نظر لها سيف بحب وهو يقبل يدها أما هي عدّلتحجابها بعصبية، ونظرت بعيداً كأن المنظر يخنقها أما سيف سمع مالم يعجبه....
بدر (بعفوية وابتسامة):
"والله إنتي حكاية يا مرات أخويه!"
(ينظر لنوف ويضحك)
"تعالي اتعلمي، اتعلمي!"
ضحك الجميع عدا سيف الذي نظر له شزاواً وهو يشير له بالقتل ليعلق الطعام في فمه!! لتساعده نوف حبيبته...
نوف (بهمس لبدر وهي تضحك):
"إنت بتتكلم ببراءة، بس مراتك غيرانة عليك دلوقتي!"
بدر (بدهشة وضحكة خفيفة):
"آني؟ والله لو أم جوري أمي، ما أمدحها هالقد!
بس والله، أكلها خرافي، وحبيت أضحككم شوية."
(يلف ناظره لسيف ويكمل بضحكة):
"ولو سيف زعلان، خلي يطبخ هو!"
سيف (بضحكة رغم غيرته):
"تطبخ ببطني؟ ما أضمنش النتيجة!"
(الجميع يضحك، وتهدأ اللحظة، ونوف تبتسم لبدر بعدما تفهم إنه مجرد هزار بريء)
فهد (بابتسامة واعجاب):
"تسلم إيدچ، الأكل طعمه كلش جميل!"
عبد العزيز (وهو يهز راسه بإعجاب ونبرة فخر):
"والله طول عمرك محظوظ يا سيف... مرتك حلوه، وطباخه شاطره، ودكتوره، وأخلاقها ما عليها كلام... نيالك والله، أحسنت الإختيار يا ولدي."
أما هي فقد كانت ترمش ببطء وهي تطالع جدها، و تطالع الأكل، لا بنهم الجائع، بل بغيرة امرأة طُعنت في كبريائها...
......
وتقول بصوت شبه مسموع:
"غريبة... اللي زي سيف يستاهل أكتر من كده بكتير... بكتييير."
ظنت أنه لم يسممعها أحد لكن نظرت إليها جوري بحدة خاطفة، ، وكأنها قرأت ما وراء الجملة ثم عدّلت نظرتها بهدوء.
نظرت له جوري وهي خجله من ذلك المديح قائلة: شكرا يجدوا دا منزوقك...
ثم قالت لمريم:
أعتقد كدا عملت تقليد العيلة بس ما سمعتش رأيك في الأكل ياطنط؟؟؟
مريم باقتضاب: حلو...
مبارك (مندهش وبنبرة احترام):
"ما شاء الله! إنتِ دكتورة بجد؟!"
جوري: أيوه متخرجه السنه دي...
ناصر (وهو يضحك بخفة وبنبرة ودودة):
"خلاص... من هسه ورايح، صرتي دكتورة العيلة!"
ابتسمت جوري وكان مع كل لك تلاحظ نظراتها الغريبه والإقتضاب في ملامحها رغم أنها لم تفعل لها شيئ تري ما الأمر...
_____________________
انتهي العشاء بكل شيئ .....
جلس سيف جوار جوري يقترب منها يسألها:
"صاير شي؟"
جوري ببسمه: لا...
نورة (بابتسامة خفيفة وهي تمسك يد جوري):
"سيف، هاخد جوري شوية... معلش بقا، خليني أسرقها منك."
سيف (وهو يضحك بهدوء):
"خذيها ماما، بس رجّعيها إليّ، ترى قلبي مو بيها."
(يغمز لجوري بخفة)
جوري (تبتسم بخجل وهي تمسك يد نورة):
"أنا معاكي يا ماما..."
[تدخل معها غرفة جانبية صغيرة فيها ركن شاي دافي، كنب مريح، وإضاءة خفيفة]
........
نورة (بصوت هادي وهي بتصب لجوري شاي):
"تعبتي النهاردة، بس فرحتيني والله، يا بنتي... البيت عمره ما اتعطر كده من يوم سيف تزوج."
جوري (تبتسم بخجل، وهي تقبل إيدها بلطف):
"ده من ذوقك، يا ماما... أنا كنت حابه أفرحكم وأفرح سيف كمان..."
نورة (وهي تطالعها بنظرة فيها مزيج من الحنان والاستفهام):
"بس قوليلي... إنتي مرتاحة هنا؟ قصدي... مرتاحة ببلدنا؟ بأهالينا؟"
جوري (بصوت ناعم):
"بصراحه؟ ساعات بحس بغربه شوية... مش عشانكم، لأ أبدًا، أنتو أهل وطيبين، بس الجو... اللهجات... حتى نظرات بعض الناس... ساعات بحسها مش بتقبلني أوي."
نورة (تهز رأسها بفهم، وتقول بحنان):
"اللي يلبس النقاب في زمن الكل فيه بيكشف... أكيد قلبه مليان إيمان. وإنتي قلبك طيب، وده كفاية عندي."
جوري (بعين لامعة وصوت حزين شويه):
"أنا لبسته من زمان يا ماما... كنت متعودة عليه في مصر، بس هنا في شوية عيون بتفصصني كأني غريبة... وكأن حِجابي تقيل عليهم."
نورة (تمد يدها تمسك يدها):
"بس أنا عيني شايفاه نور، والله...
يا جوري، إنتي نورتي بيتنا، وسيف من يوم ما تزوجك، صار أهدى، وألطف... وعيونه دايمًا بتضحك، حتى لو ما تكلم."
جوري (تبتسم وهي تبص في الأرض):
"هو بيحبني... وأنا بحاول أكون على قد الحب ده... بس ساعات بخاف أكون أقل من اللي يستاهله."
نورة (بحزم لكن بحب):
"لا تقولي كده تاني... الحب مش بالمستوى، الحب بالعشرة، والنية، والستر.
وإنتي ستر لابني... وأمان."
جوري (بهمس):
"وهو كمان أماني... سيف مش بس زوجي، ده حضني..."
نورة (تضحك بخفة):
"والله لو ما كنتي مصرية، كنت قلت دي بنتي من لحمي ودمي... بس يمكن مصر جابتلي بنت أحن من اللي في بطني."
[جوري تدمع عينها بهدوء وتهمس]:
"ربنا يخلّيكي لي يا ماما..."
نورة (وهي تمسح دمعتها بلطف):
"بس وعديني... لو زعلك أحد، أو ضايقك شي، ما تكتمي... قوليلي، حتى لو أنا!"
جوري (بثقة وهدوء):
"بوعدك... بس يا ماما، أنا مش ضعيفة، أنا بس... حساسة شوية، وبخاف أخسر حبهم ليا."
نورة (تبتسم وتحتضنها):
"مش حتخسري، طول ما إنتي صادقة... والمحبوب دايم محبوب، حتى لو غيرهم حاول يطفّيه."
المهم...قالت نوره..
نورة (تطالعها بنظرة فاحصة، ناعمة بس فيها عمق):
"شايفة... بس في حاجة في عيونك مش مريحة قلبي.
حد ضايقك؟"
جوري (تهز راسها وتنظر لفنجانها):
"لأ... مش ضايقني، بس... في ناس بتحسسك إنك مش مرغوبة حتى لو ما قالوش حاجة."
نورة (تحط إيدها على يدها):
"جوري... البيت دا، فيه قلوب طيبة، وقلوب مشوشة.
بس اللي قلبه نضيف، بيوصل بسرعة.
وأنا شايفة قلبك."
جوري (تتنفس ببطء):
"أنا مش ناوية أنافس حد... ولا أخد مكان حد.
أنا بس... بحب سيف."
نورة (تهز رأسها بتقدير):
"عارفة.
وعارفة كمان إن في ناس كانت فاكرة إن لهم مكان في قلبه... ولما لَقوكِ، حسّوا إن الدنيا خدت منهم اللي كان ممكن يكون لهم.
بس هو ما كانش ليهم أصلًا."
جوري (ترمش بخفة وتنظر لها):
"إنتِ تقصدي... ليان؟"
نورة (بنبرة ثابتة):
"أنا مقولتش اسم، بس إنتِ ذكية...
وبما إنك فهمتي، خليني أقولك شي:
البنت دي... كانت شايفة نفسها قريبة.
بس سيف اختارك، ودا اختياره."
جوري (بهدوء):
"أنا عمري ما سألت سيف عن ماضيه... ولا حبيت أفتش.
بس أحس في حاجة هو مخبيها."
نورة (تسند ظهرها وتهمس):
"هو راجل... والراجل أحيانًا يسكت مش لأنه كذاب، لكن لأنه خايف يخسر اللي لسه حافظ عليه."
جوري (تنظر لها):
"بس أنا مبحبش الكدب ...بس لو اللي مخبيه، ممكن يجرحني؟"
نورة (بنبرة حاسمة):
"ساعتها، لازم يواجه.
بس انتي كمان... لازم تكوني أقوى."
جوري (بصوت ناعم لكنه واثق):
"أنا قوية يا ماما... يمكن أضعف لما أحب، بس مش بسهولة أتكسر."
نورة (تبتسم وتربّت على يدها):
"وهو عارف دا.
بس حبيت أقولك... لو حصل يوم وسمعتي كلام يوجع، لا تردّي بدموعك.
ردّي بكرامتك... وأنا وراكِ."
جوري (بعين دامعة وابتسامة):
"ربنا يخليكي ليا يا ماما..."
نورة (بضحكة صغيرة):
"بس أوعي تقولي لمبارك ولا مريم إني بقول كده! هيفكروا اني اتحزّبت!"
(وتضحك، وجوري تضحك معاها)
.
.
.
.
.
.
خرجت جوري وهي تري نظراتها له.....
كانت جوري تشعر بشيئ غريب.....أما أما سيف، فكان يُراقب نظراتها له من بعيد... شيء ما في عينيها لم يعجبه، شيء أشبه بجمرٍ خافت، ينتظر فقط رشة شرارة.
.
.
وفي زاوية الصالة، كانت تنظر إلى خاتم في يدها بخفوت... شيء ما في داخلها يتحرّك، شيء من الماضي، لم يمت بعد.
_______________
كان الشارع ساكن إلا من حركتهما سويا .....
سيف: جوري؟؟!!
.
.
.
توقعاتكم.
.
.
البارت حلو ولا لا.
.
.
"غريبة... اللي زي سيف يستاهل أكتر من كده بكتير... بكتييير."
.
.
ياتري مين إلي قال الجمله إلي مفيش غير جوري سمعها وقصده إيه.
.
.
الأحداث قدام نار.
.
.
سلام.
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق