الجمعة، 15 أغسطس 2025

نَزِيف العشق - 𝔅𝔩𝔢𝔢𝔡𝔦𝔫𝔤 𝔩𝔬𝔳𝔢 الفصل العاشر


|10|نَزِيف العشق - 𝔅𝔩𝔢𝔢𝔡𝔦𝔫𝔤 𝔩𝔬𝔳𝔢

ِجولة في بغداد – عشق ما بين نهرين.

.

.

صلوا علي من سكنت القلوب محبته واشتافت العيون لرؤيته.

.

.

لاتنسوا التصويت لدعمي.

.

.

علقوا بين الفقرات.

.

.

كانت تجلس بحضنه في شرفتهما مساءً  تحتسي ذلك المشروب الدافئ..... يضمها لصدره محيطاً إيهاها بقبضته الصلبه كأنها ستهرب منه...

جوري بخفوت: عارف ي سيفو؟؟؟

سيف بعشق: گوليلي شبيچ گلب سيفو؟

جوري ببسمه: عارف كان نفسي أركب خيل...من زمان مركبتهوش !!!

سيف باستفهام واهتمام: شكو عمري؟ ليش هيچ؟

جوري بضحك: أصل كنت وقعت مرة وأنا صغيرة واتعورت جامد ومن يومها هو وعمر ومالك مش بيرضوا يركبوني خيل....كنت محترفه!!

سيف بحب: تركبين وياي؟

جوري بفرحه: أكيد...

سييف: حبي، من باچر جهّزي نفسچ، نركب سوى، وآخذچ أفترّچ ببغداد، تستاهلين أحلى جولة ، يا عمري.

وأكمل بشغف وغرور...

 وراح تشوفين شنو يعني فارس حقيقي وراح تعرفين شلون سيف يركب الحصان.. مو أي واحد يسوّيها ، وتركبين وراي، وراح ألفّچ الدنيا على حصاني.

جوري وهي تداعب أرنبة أنفه: حبيبي المغرور ي ناس!!

سيف بغرور مزيف : إي حبي، وإنتِ مرَة المغرور.. گلب هالمغرور....گلبه اللي ما ينبض إلّا بإسمچ.

جوري ابتسمت بخجل وقالت بعشق: أعشقك يا من جئت قلبي فغزوتَهُ!!

ضمها لصدره وهو يشتم رائحتها المسكره له ويقول بمكر وخبث:

لااا حبي...لا حيل، هيچ؟ ورانا سالفة لازم نحچي بيها سوا... تعالي وياي ورانا موضوع لازم  أناقشچ بيه.

جوري وهي تنظر له بنصف عين: هو إنت ناويلي على إيه بالظبط؟ أنا مش مطمنة خالص...

ليسحبها قائلا..

الخير؟ أنا عمري ما ناويت غير عليچ...
بس مو أي خير، خير سيف... وتعرفين شنو يعني...وبعدين تره أنا ما أنوي... أنا أسوي.

 قرّبض المسافة، ونظراته ما تتحرك من عليها... كلامه ثقيل بنبرة هادية، وصوته منخفض لكن به سيطرة.

وقفت مكانها، قلبها متخَبّط، وعيونها حاولت  ان تبعد، لكن خانتها... نظرت له بخجل و...

جوري  محاولة الفرار فقالت(بصوت ناعم، متوتر قليلاَ):
"طيب... بس أنا مش دايمًا بسكت...
وبلاش تفتكر إنك تقدر عليا كده بسهولة."

ضحكته خرجت هادية... ليست سخرية، لا... كانت ضحكةً

 "عارفك أكتر ما تعرفي نفسك"، واقترب خطوة ثانية، المسافة بينهم اختفت تقريبًا وتكاد تكون معدومه.

سيف (بصوت أهدى، عينه على شفايفها):
"إذا ما أگدر عليچ...
ليش إنتِ لحد هسه ما تحركتي؟"

شهقتها خفيفة، لم تخبّئها، عيونها تعلقت بعينيه، ووجهها تلوّن، كأنها انكشفت قدامه من غير ولا كلمة...

جوري (بهمس مرتبك):
"سيف... مش وقته."

سيف (بهمس أجرأ):
"أنا اللي أحدد وقته، مو إنتِ...
تعالي."

مدّ إيده لها بهدوء...

 وقفَتْ ثوانيٍ، قلبها لا يتركها، لكن أنوثتها خانتها، ومشت خلفه... خطوتها ناعمة، خجلة، لكنه يري بها كل الاستسلام اللي حاولت تنكره.

وهو بيفتح باب الغرفة، عيونه عليها،

 قال بهدوء وعمق:

سيف (وهو يلمس خدها برقة، عيونه تفضح شوقه):
"تعرفين شنو أكثر شي أحبّه بالدنيا؟ لمّة إيدچ بإيدي... ريحة عطرچ، نظرة عيونچ لمن تذبّحني بصمتچ.
جوري... إنتِ فتنة، وگدامچ كل الحلال يصير جنون.
ما أتحمّل بعد، تعبت من كثر ما أكلك بعيني وساكت...
خليچ إلي، كلش إلي...
والله لا أخليچ تنسين اسمچ من كثر ما أحبچ بطريقتي."

(يقترب منها، يهمس):
"حتى نفسچ... غار عليه...
وإذا گدرت أتحمل اللمسة، مستحيل أتحمّل بعدك عن حضني...
تعالي، خليني أضيع بكل تفاصيلچ...
تره إنتِ مو بس مرتي، إنتِ حلالي، ناري، وجنّتي."

نظرت في جميع الغرفه كل شيئٍ حوله عدا وجهه ليقول...

سيف (بصوت منخفض وهو يرفع وجهها):
"جوري... لا تغضّين عيونچ، گالولي الحلوات يخجلن بس إنتِ؟ إنتِ فتنتيني، كسرتيني، خلّيتيني أمشي ورا نفسچ مو ورا عقلي..."

جوري (بهمس مرتبك):
"سيف... كفاية الكلام دا، إنت بتقول كده علشان... تتعبني؟"

سيف (يضحك بخفّة وهو يقبّل طرف خدّها):
"أتعبچ؟ لا حبيبتي، أنا أريد أدوّبچ...
ما أريد غيرج، ولا أتحمّل دقيقة تمر عليّ وانتي مو بحضني."

جوري (نظرتها تتهرّب، وبصوت ناعم):
"وهو أنا ملكك يعني؟"

سيف (يضمّها بقوة لصدره):
"مو ملكي؟ انتي ليه وبس ليه.
جوري... أنا مو أحبچ، أنا مريض بيچ...
حتى أنفاسي تصير تقيلة إذا ما لمستچ."

جوري (تضحك بخجل وهي تخبّي وجهها بكتفه):
"يا نهار أبيض... دا أنا لسه ما اتكلمتش! دا كله وانت ساكت من شوية؟!"

سيف (يحاوطها بذراعه، بنبرة دافية وجريئة):
"بس گليلي، شلون أتحملچ وانتي بهالجمال؟
تره وجودچ جنبي فتنة، ولو أطوّل النظر إلك، أنسى الدنيا وما بيها...
خلي اليوم بس إلنا، أريد أمحي كل التعب من عيونچ، وعلّمش شلون تكونين مدللتي... بناري."

سيف (بصوته الخشن وهو يقترب من رقبتها يقبلها،و يهمس):
"تعرفين شنو جنّني؟ صوتچ لمن تناديني... سيف... بس هيچ، صارت اسمي أحلى كلمة عرفتها.
وهاي الهمسة، هاي النظرة، هاي الرجفة... كلهن إلي، ومحد غيري يشوفچ بهالشكل."

جوري (بنفس متقطّع، وهي تحاول تبعد وجهها بخجل):
"سيف... حرام عليك... انت بتضيعني."

سيف ( وهو يمسك ذقنها برقة ويرجع وجهها له):
"أنا أريد أضيعچ... ضيعة حلوة، بيها أنفاسي تلف بيچ، وتنهيدچ يصير جزء مني.
مو كافي أحبچ؟ أريد أمتلكچ، أعيش بكل خلية منچ."

جوري (بصوت خافت، نظرتها تدمع من فرط الإحساس):
"عمري ما حسّيت بالأمان كده... ولا التملّك حسسته حضن... إلا وإنتَ..."

سيف (يضمها بقوة لصدره، ويهمس فوق رأسها):
"وما راح أكون غير حضنچ، وسندچ، وكلشي.
بس أوعديني... كل ما أقول اسمچ، تردّين عليّ بنظرة تذوبني.
وكل ما ألمسچ... تذكريني إن إنتِ حلالي... وإن محد بحياتچ غيري."

(يسحبها بخفة لحضنه، وتستسلم له، دافئة، مطمئنة، من غير أي كلمة...)

سيف (يضمها أقرب):
"لا تهربين، إنتي خلقتي إلي، للنار اللي بداخلي، للجنون اللي ما يسكن إلا بحضنچ."

سيف (بصوت خافت ):
"خلّيني أدوّبچ الليلة... خلّيني أكتب كل حرف من إسمي على جسدچ بدون حبر...
بصماتي، نفسي، حبي، كلّي... بصير بجلدتچ."

جوري (صوتها يتكسّر):
"أنا بقيت ليك... ومهما الدنيا تسرقني، هتفضل الحضن ده هو أماني الوحيد..."

سيف (يرد بنبرة متملّكة):
"ومحد راح يسرقچ مني، لا دنيا، ولا ناس، ولا حتى الزمن...
انتي ملكي، والي ياخذچ... يموت."

(يطفي النور بإيده، وهو يهمس في أذنها):
"تعالي... خليني أعلّمچ شلون الرجُل إذا عشق، يمحي كل وجع بصدرچ... بلذّته."

_________________________________

اليوم التالي.

الستائرنصف مفتوحة، ونور الشمس يدخل بخجل، يداعب وجهها النائم بهدوء...

سيف مستيقظ قبلها كالعادة يتأملها... لم يقدر أن ينهض ويتركها دون تأمل.

كان محتضناً إياها، وهي نائمة داخله كأنها جزء منه...نفَسها دافي، ورائحة شعرها لا تزال عالقةً في روحه...

مد يده بلُطف، ومرر أصباعه على خدّها...

سيف (بهمس ناعم):
"جوري... صبح الخير يا وجع قلبي...
قومي، خلّي عيوني تشبع منچ."

جوري (بتتمطى بخجل، وتخبي وشها في صدره):
"هممم... مش عاوزة أصحى... كمل نومي مكانك."

سيف (يضحك بخفة):
"مكانچ؟ لا حبيبتي، هذا المكان ما يتكرر... ريحتچ، دفاچ، كل شي صار بيه إدمان."

جوري (ترفع وشها بخجل، ونظرة دلع):
"ما تحرجنيش بقى... أنا حتى مش عارفة أبصلك بعد اللي حصل امبارح..."

سيف (يمسك خدّها، وعيونه كلها رغبة دافية):
"ليش؟ هو اللي صار شگد حلو، مو لازم نعيده كل يوم؟
أنا بعد ما حسّيتچ بحضني، صار مستحيل أنام من دونچ."

جوري (تتغمّز بدلع وهي تضع يديها على صدره):
"طب ما تقوم بقى تفطرني؟  أصل جوزي هلكني امبارح."

سيف (يقرب شفايفه لأذنها ويهمس):
"وأنا لسه ما بديت...
بس إذا وعدتيني تلبسين ذاك القميص  اللي ذبّحني... يمكن أرحمچ شوي."

جوري (بضحكة خجلة جريئة):
"أنا؟ دا أنا أصلاً لبسته علشان تذوب... وفعلاً ذُبت، صح؟"

سيف (يشدها لحضنه وهو يهمس بصوت خشن):
"ذبحتيني...
وإذا سألچ أحد: شمسوي بيه سيف؟
گوليلهم: دلّعني، حبّني، علّمني شلون أكون إلَـه وبس."

جوري (تبتسم وهي تحط إيدها على خده):
"أنا ليك... وغلطانة لو كنت فاكرة إنك مجرد راجل...
إنت نار، وأنا اخترت أنصهر فيك بإرادتي."

سيف (ينقض عليها بحضن مفاجئ):
"والله ما أخليچ تطلعين من السرير... إلا وأنا حافظ تفاصيل كل نقطة فيچ من أول وجديد."

جوري (تصرخ بخجل وهي تضحك):
"سيف!!!!!عيب كدا ....كده هفضحنا!!"

سيف (يغمز):
"خليهم يعرفون إنك صرت إلي...
مو بس شرعًا، لا... عشقًا، ولهفة، ونار ما تنطفي."
______________________

كانت تقف في المطبخ تحضر طعاما لهما وهي تبتسم بحب مشتنشقةً عبيرَ عطره الرجولي من ذلك القميص خاصته...

دخل لها محتضنا ظهرها وهو يقبل عنقها....

"وحشتيني..."

جوري بشغب: تاني يسيف !!نور كدا.. أومال من شويه دا كان إيه وبعدين إنت وعدتني نلف في بغداد وكذبت عليا..
قالتها بعبوس طفله ليس وكأنها امرأة متزوجه...

سيف: تحشتيني حتى وانتي جدامي، حتى وصوتچ بگُتّي...

أشتاقچ بلحظة... لو بعدتي ثانية، أحس روحي تتهدّ..."

وأكمل...

(بصوت هادي، وعينه تثبّت بعينها ):
"إي جوري... أدري، ما نسيت، بعدني أذكر اللي طلبتيه."

(يقرب أكتر، يبتسم بخفة وهو يهمس):
"كل كلمة چلتيها محفورة براسي...
وإذا ما گدرت ألبّيه هسه، فاعرفي إني أشتغل عليه، لأن إنتِ ما تطلبين شي وينساه سيف."

وعلى كل حال... أريدچ تفطرين وتلبسين، نروح مثل ما گتّلچ.

جوري ( بدلع):
"طب ... هتفطرني بإيدك؟"

سيف (بعين كلها لهفة، ونبرة تخوّف):
"لا، أفطّرج بقلبي...
بس يلا قبل لا أغيّر رأيي... وأفطرچ أنتي."

وضعت الطعام علي الطاولة وهي تضحك بكل صوتها وتقول بعشق:

بعشقك ي مجنون!!!!

***********************

في غرفة النوم.

تقف  أمام المرآة تضع نقابها وهي في غاية السعادة فاليوم ستخرج في نزهة بغدادية لأول يوم مع  حبيبها منذ قدمت بغداد أي منذ ثلاثة أسابيع.

كان يقف زوجها علي الباب يطالعها بكل فخر وحب ونظرات مشتعلة ليقول...

سيف (بصوتٍ منخفضٍ، ونظرةَ مشتعلة):

"هاي شنو؟ جوري تطلع وياي، وبهالجمال؟ أنتي ناويه تخليني أتخانق ويا الناس؟"

جوري ( وهي تبرط عقدة نقابها قائلةً بمرح):
"ليه بس ؟  علي أساس حد شايف حاجه!!  سكتت قليلاً لتكمل بضحك: دا مفيش حد بيعرف يفرق ضهري من وشي،وبعدين معايا سيفي وحبيبي مين هيبص..."

سيف (يقترب منها، يضع يده على كتفها برقة، ويبنظر في المرآة):
"إي بس ريحتچ، صوتچ، كل تفصيلة فيچ تصرخ أنوثة...
وبيني وبينچ... حتى العباية ما غطّتچ كفاية."

جوري (تتورد، وتخفض عيونها وهي تهمس بدلع):
"يعني مش عاجباك؟ أغيّرها؟"

سيف (بهمس جريء في أذنها):
"لا، لا تغيّرين... بس امشي وراي، ولا ترفعين عينچ عني.
تره اللي يلمحچ، راح يعرف إنتِ لمين... بس ما راح أنطيه فرصة يتنفس."

جوري (تضحك بخجل وهي تلبس حذاءها):
"طب وماله سيف الغيور، بحب غيرتك دي أوي..."

سيف (وهو يفتح لها الباب):
"تعالي، اليوم طالعين سوا...
بس أوعچ... لو حاولتِ تبعدين عني، حتى خطوة...
أقسم، أرجعچ للبيت، وأحبسچ يومين، عقوبة الشوق."

جوري بغيظ: دا علي أساس إني عرفا حاجه همشي وأسيبك...يلا يلا...

قالت وهي تدفعه للخارج تحت ضحكاتها....


[ داخل السيارة – الجو هادئ – الطريق شبه فارغ]

تجلسُ جوار سيفها وهي تطالع الطريق بساعدة طفلة وهي تشير إلي الأماكن علي الطرق وسيف لا يكفّ عن الضحك عليها ويقول من بين ضحكاته....

طفله... والله العظيم طفله!
متزوج طفله يا ناس... شلون أتحمل هالمخلوقة؟ كلش تذبّحني بحركاتها!

نظرت له شزازاً وهي تقول بغيظ: أنا طفله ي سيف ماشي...ماهو محدش ضربك علي إيدك وقال لك تتجوز طفله...وقالت تقلده بسخرية....
"متزوج طفله يا ناس"

ضحك ضحكات صاخبه وهو يحاول ألا يضحك علي طريقة تقليدها ليقول بنبرةٍ محبّه :

"بس والله لو ترجع الدنيّا كلها... ما أختار غير هاي الطفله تكون حرمة سيف."

نظرت له بحب وشغف يصرخ من عينيها ....

****************

بغداد – بداية الجولة – جو ربيعي ناعم – السيارة تمشي بهدوء على كورنيش الأعظمية.

سيف (وهو سايق، عينه تروح عليها كل شويه):
"گوليلي... مرتاحة؟"

جوري (بابتسامة دافية وهي شايلة النقاب جوه السيارة المعتمه):
"آه جدًا... الجو تحفة، بس بصراحه أنا مش قادرة أبطل أبص حواليّ، حاسه كل حاجة مختلفة."

سيف (بابتسامة فخر):
"هاي الأعظمية... وراها الجامع الكبير، جامع الإمام الأعظم. من تطلعين بنقابچ هناك، راح أحس إني متزوّج أميرة من ألف ليلة."

جوري (تضحك بخجل):
"يا راجل كده كتير عليا... دا أنا لسه مجيّا العراق من ٣ أسابيع!"

سيف (بصوت غامض وجريء):
"بس غيرتي الدنيا من دخلتيچ... صارت بغداد أحلى."

[ تعبر السيارة جسر الصرافية، منظر  نهر دجلة يظهر من بعيد، والمياه تلمع تحت  أشعة الشمس]

جوري (بحماس طفولي):
"دي نهر دجلة؟!! الله! دا حقيقي؟ كنت بسمع عنه في الكتب بس!!"

تنظر له بعيون بريئة كالأطفال...
"بالله عليك يسيف إركن العربية وتعال نروح هناك عوزا أمشي بالله عليك!!!"

سيف (يضحك وهو يشاور):
"إي دجلة... وهسه نروح يم الكورنيش، آخذچ تمشين، وبعدين نروح شارع المتنبي."

جوري:
"المتنبي؟! دا مش الشاعر؟!"

قالت وهي تترجل من السيارة مثلما فعل...

سيف (بضحكة ناعمة):
"إي هو، بس هسه الشارع باسمه... كله كتب ومقاهي... تاخذين نفسچ هناك، وتقرين وتهيمين."

سيف : تعالي نروح للسيارة، راح أوديج مكان يخبل... 

جوري بضحك وحماسي:يلا يلا...

 [بعد الظهر – الجو معتدل – النيل (دجلة) أمامهم، والأشجار تحاوطهم – دخلوا جزيرة بغداد السياحية]

[ ركن السيارة، أمسك يد جوري وهم داخلين من بوابة الحديقة، حواليهم أشجار نخيل، وأطفال بيلعبوا، وصوت الماي يجي من بعيد]

جوري (وهي تنظر حواليها بنظرة مندهشة):
"ياااه سيف!! دا مكان تحفة!! دا كأنه فيلم... الهوا، الخضرة، الصوت... أنت جايبني فين؟!"

سيف (يبتسم وهو يلف إيده على كتفها):
"هاي جزيرة بغداد السياحية... شفتچ متوتره، گلت لازم نغيّر الجو، نروح مكان تحبيه وتتونسين."

جوري (بلهفة):
"وأنا فعلًا ونسِت... طب إحنا هنا نعمل إيه؟ في إيه؟!"

سيف (بغمزة):
"كلشي... نركب مرچوحة، نسوي زورق بالماي، نقعد نتمشى، أو نقعد بس، أحضنچ وأطالعچ."

جوري (بدلع وهي تمدّ إيدها):
"طب نركب الزورق  دا الأول؟ نفسي ألمس الميه من قريّب..."

سيف (يشبك إيده بإيدها):
"بس لا توقعين، تره إذا نزلتي بالماي، أنقذچ وأغرق وراچ."

[يركبوا قارب صغير مع واحد من العاملين – جوري قاعدة قدامه، والجو هادي، مفيش حد غيرهم في الزورق]

جوري (بهمس):
"المايه صافيه كأنه مراية... وساكت ليه ي سيفو!"

سيف (يبتسم وهو يتأملها):
"بس أنا ما أطالع الماي... أطالع وجهچ..."

جوري (تضحك):
"قول غير كده، دا الميه متتفوتش."

سيف (بصوت واثق، وهو يلمس طرف خدها):
تره إنتِ صرتي جزء من ذاكرتي هنا... أي مكان آجيه وياچ، يصير له طعم ثاني."

[الزورق يتحرك بلُطف في الماي، وصوت حركة المجداف يصنع لحن بسيط، بينما جوري تمد يدها للماء وتضحك]

جوري:
"برد شويه... بس حلو الإحساس!"

سيف (يقترب منها، وهمس بجديّة):
"أنا أدفّيچ... بس مو بجاكيت، بدفا قلبي."

[ينزلوا من الزورق، سيف لا يترك إيدها، يدخلوا طريق مشاة داخلي بين الأشجار، الجو بارد شوية والضوء ناعم]

جوري (وهي تنظر حوالها، وتلف نفسها له):
"الطبيعة هنا كأنها بتغني، كل شيء ساكت وفيه أمان..."

سيف (يوقف قدامها، وينزل على ركبة وحدة فجأة):
"وإذا گلتچ شي؟ تصدقين؟"

جوري (منبهرة):
"إنت بتعمل إيه؟ قوم يا مجنون!"

سيف (يتمسك بإيدها ويقول بنبرة جد):
"ماكو شي بالدنيا يسعدني قد ما يسعدني شوفة عيونچ مرتاحة...
جوري، إذا يوم حسّيتي الدنيا كتمت، أو تعبتي، لا تنسين...
إنتِ بس تعالي، وأنا أشيلچ من الدنيا."

جوري (نزلت على ركبها أمامه، ومسكت وشه بيدها، وهي تنظر له بعينها الواسعة):
"وإنت لما تكون جنبي، أنا أصلا بنسى إن في دنيا."

سيف (يهمس وهو يقبّل جبينها):
"بعدين اليوم ما خلص... نروح نشرب تشاي عراقي، وأضحّچ، وأدوّبچ، وأحبچ، ليما تنسين نفسچ."

جوري (تضحك وهي تحاول تقوم):
"طيب بس قوم بقى، الناس بتبص علينا! أنت بتهزر صح؟!"

سيف (وهو يقوم يشبك إيده في خصرها):
"أنا ما أضحك... بس إذا أنتي تريدين، نضحك سوى، ونرجع نبدأ حياتنا من هسه."

[تُكمل الجولة، وجوري تحس لأول مرة إنها مش غريبة، مش في بلد تانية... بغداد حضنتها، بس لأن سيف كان معاها.]

.

.

.

[يتوقف عند بائع شاي على الطريق – يشربون شاي بالهيل العراقي]

جوري (ترتشف أول رشفة):

"چنت أدري يعجبچ، بس ما توقعت لهالدرجة... شلون لو شربتيه من إيدي؟"

جوري (بدلع):
"يعني لو عملتلي فنجان بإيدك؟!"

سيف (يقرّب منها ويهمس):
"لا، أعني... أشربه من شفايفچ."

جوري (شهقت بخجل، وضربته على كتفه):
"يااااااه! إنت مش طبيعي!"

سيف (بضحكة مجنونة):
"وإنتِ؟ تطلعين وياي بهالجمال وتريديني أكون طبيعي؟"

[بعد ساعة – شارع المتنبي – الممرات القديمة والكتب مفروشة على الرصيف، والموسيقى الشعبية في كل مكان]

جوري كانت تمشي بجوار سيف تمسكه من يده كطفله تخاف أن تضيع من والدها، عباءتًها تتحرك مع الهواء، ...

جوري (بهمس):
"حاسه إني في حلم... في ناس، في حضارة، وكل ركن ليه روح!"

سيف (ينظر لها نظرة طويلة):
"وكل زاوية ببغداد تصير أجمل من تطلين انتي بيها."

جوري (نظرت له بدلع):
"إنت لو فضلت تقول كده، أنا مش هعرف أركز في الأماكن."

سيف (بضحك بغرور):
"تره أنا المكان... وكلشي حلو، يصير حلو لأنچ موجودة بيه."

[يقف أمام محل قديم ويشتري لها كتاب عليه نقش قديم]

سيف:
"إقريه، وگوليلي... منو تحب أكثر، سيفك، لو البطل بالكتاب؟"

جوري (تضحك):
"لو البطل يشبهك، هشيله وأرمي الكتاب في دجلة."

سيف (بضحكة مجنونة):
"هاااااي الحچي اللي يبرد گلبي!!"

جلسوا في أحد الحدائق المفتوحه ليرتاحوا...[عند حديقة الزوراء]

جلسوا سويا على كرسي  من الخشب، الجو هادئ، وصوت العصافير ورائحة الورود... 

تضع  راسها على كتفه، وسيف يلف يده حوالها بهدوء...

سيف (بصوت ناعم، وهو يشم شعرها):
"اليوم... مو نزهة، اليوم كان عمر ثاني انكتب وياچ."

جوري (بهمس خافت):
"أول مرة أتنفس وأحس الدنيا فيها سكينة بالشكل ده... شكراً على اليوم ده يا سيف."

سيف (بصوت مبحوح):
"ماكو شكر بين عاشق ومجنونة... هذا واجبي، وجاي اليوم أذكّرچ إن بغداد مو بس تاريخ... بغداد تصير جنة لو مشيتي بيها واني وياچ."

[ العصر – سيف وجوري دخلوا مول المنصور بعد جولتهم في جزيرة بغداد، المكان راقٍ، إضاءته هادية، والناس ماشية حوالينهم]

[سيف لابس لبس كاجوال أنيق، وجوري ماشية جنبه بالنقاب، لكن إيدها في إيده، وسيف ماسكها بقوة، كأنه خايف تضيع]

جوري (وهي تبص حواليها بفضول):
"ياه... دا كبير أوي! كله ماركات! تحفة يا سيف..."

سيف (بثقة وابتسامة فخر):
"وكلّه تحت أمرچ... أي شي يعجبچ، تگولين، سيف يجيبه."

جوري (بضحكة خفيفة):
"بس كده؟ طب أنا ناوية أخلّص المحلات كلها."

سيف (غمز لها وهو يميل عليها):
"تدللين... بس بشرط، تظلين تمشين بهالشكل، قريبة، وما تفلتين إيدي."

[يدخلوا محل ملابس نسائية راقي – جوري تدخل شويه قدّام، وسيف يوقف قريب من الباب]

[ كان هناك شاب عراقي يعمل في المحل يبتسم بلطافة وهو يرحّب، لكن عيونه اتجهت لجوري، حتى لو منقبة، فيه شيء ملفت بحركاتها الناعمة]

سيف (بصوت خافت وجاد وهو يقترب من البائع):
"عيونك مو مكانها... هاي مرتي، وإذا عينك زاغت مرة ثانية، راح أطلّعك من المحل مو بكيفك."

[البائع يعتذر بسرعة وهو يتراجع خطوة، وجوري مش سامعة الحوار]

جوري ترجع له بفستان طويل ناعم اللون وتهمس:
"إيه رأيك في ده؟ ينفع للسهرات؟"

سيف (نظراته لسه مشتعلة شوية من الموقف، لكنه لما شافها ضحك):
"ينفع، بس المشكلة مو بالفستان... المشكلة إنه إذا لبستي هيچ، راح أقتل الغيرة بداخلي."

جوري (بدهشة وضحكة):
"ليه؟  ما هو محدش هيشوفني غيرك!"

سيف (يميل عليها وهمس بصوت رخيم):
"أعرف، بس حتى تفكير الناس فيچ يزعجني...
يعني أنتي متخيلة شلون مشيتچ، نظرتچ، ضحكتچ؟
حتى النقاب ما خبّا فتنچ."

جوري (بصوت خافت، وضحكة دلع):
"طب أسيبك وأمشي؟"

سيف (شدها ناحيته بخفة):
"لا... أنتي مو تطلعين من المول، تطلعين من الدنيا كلّها لو بعدتي خطوة."

[يخرجوا من المحل ومعهم أكياس كثيرة – يدخلوا كافيه رايق داخل المول – يجلسوا جنب بعض على كاونتر مطل على نافورة داخلية]

سيف يطلب عصير مانجو، وجوري تطلب شوكولاتة ساخنة، وهي بتضحك بصوت خافت

جوري:
"أنا بحب الأماكن دي أوي... بس عارف، مش المكان اللي فرق، أنا معاك في أي حتة بفرح."

سيف (يمسك إيدها من تحت الطاولة):
"جوري... لا تنسين، إنتي مو بس مرتي...
إنتي روحي، وأغلى شي مشيت وياه بين الناس اليوم."

جوري (ترد بخجل):
"طيب بس متحرجنيش قدام الناس، دا فيه واحد بيبص علينا من أول ما قعدنا."

سيف (بصوت واطي جدًا، عيونه تصير حادة):
"خلي يطالع، بس ما يعرفش إنه قاعد يتفرج على نار، وإذا اقترب... راح يحترق."

[تنتهي الجلسة بهدوء، ويخرجوا من المول ، وجوري حاطة راسها على كتفه، وسيف لسه ماسك أكياس المشتريات كلها بإيده التانية وهو يقول]:

"حتى الشوبنگ صاير حلو وياچ...
ما دام أشوفچ تضحكين، الدنيا ترخص."

ركبوا السيارة وتقفوا ......... متميز بجماله الساحر....

.

.

.

.

سيف وهو يترجل من السيارة:  تعالي حبيبتي، نروح نركب الخيل مثل ما وعدتج البارحة... شكد أحب أشوفج وانتي راكبة، يخبليني المنظر والله.

ضحكت وقالت: ما إنت لسا هتعلمني عشان أنا ممكن نسيت؟؟هتعلمني؟؟؟

سيف بثقه وهو يمد يده لها: أعلّمچ وإلّا أعلّم أبوچ وياچ بعد، إذا تحبين!

أمسكت يده وتبعته.....

*****************

نادي فروسية راقٍ في بغداد –العصر بدأ يميل للغروب – الجو ناعم ومعتدل، نسمة هوا، ورائحة الخيل تعبق بالمكان]

سيف واقف عند الإسطبل، لابس قميص كاجوال وبنطلون جينز، واضع نظارات شمسية، وماسك بلجام حصان عربي أصيل، لونه بني غامق، عضلاته بارزة وشكله مهيب. جوري واقفة قدامه، منقبة، لابسة عباية كاجوال مفتوحة من قدّام وتحتها بنطلون واسع وجاكيت – شكلها أنيق لكن بسيط.

جوري (بخوف بسيط وضحكة مرتبكة):
"هو دا الحصان اللي أنا هركبه؟ أنا؟ دا كبير أوي!"

سيف (يبتسم وهو يقرّب الحصان منها):
"إي حبيبتي، هاد جودي... أحلى حصان عندي، واليوم راح تركبين ورا سيف، يعني مطمّنة."

جوري (وهي ترفع عباءتها شوية عن الأرض):"بس بجد خايفة، مش عاوزة أقع ولا أتعور زي زمان!"

جوري (وهي ترفع عباءتها شوية عن الأرض):
"بس بجد خايفة، مش عاوزة أقع ولا أتعور زي زمان!"

سيف (يمد إيده لها بثقة):
"أنا وياچ، وإذا وقعنا، نوقع سوا... بس ما أخلّيچ تطيحين، حتى الهوا ما أسمحله يلمسچ إلا بإذني."

[يساعدها تطلع وتركب خلفه، وتحط إيدها بخجل على كتفه علشان تتوازن، لكنه ياخذ إيدها ويحطها على خصره وهو يبتسم بخفة]:
"لا تستحين... هسة أنتي ورا فارسچ، بس لا تمسكيني شويّة وتتركيني، مسكي زين."

جوري (بضحكة محرجة):
"طب ما تقولش كده، كأني ماسكة كنز!"

سيف (بغرور ناعم):
"وما تدري؟ يمكن أنا كنزچ فعلاً..."

[ينطلق الحصان بخطى ثابتة، ببطء في البداية، وهي لاصقة فيه، حاطة خدها على ظهره، تستنشق ريحته اللي مخلوطة بريحة الجلود والخيل والرجولة، وكلها بتدوّخها.]

جوري (بصوت خافت وهي تضحك):
"حقيقي... أنا مش مصدقة نفسي، أنا بركب خيل! ومش أي خيل... ورا جوزي!"

سيف (بهمس وهو يميل شوي عليها):
"وراكِ فارس، جوري... بس مو أي فارس، هذا سيفچ... اللي وعد وچ بجولة ببغداد وما نساش وعده."

جوري (بعفوية وهي تتمسك فيه أكتر):
"حاسه كإني في فيلم عربي قديم... كأني أميرة بتركب ورا الفارس اللي خطف قلبي."

سيف (بضحكة ناعمة):
"وإذا گدر أرجّع الزمن، أرجعچ أميرة فعلاً... وأخطفچ من كل هالعالم، وآخذچ لقصر، ما تدرين منو فيه غير سيفچ."

[الخيل يسرع شوية، وجوري تصرخ بخوف بسيط وهي تتمسك فيه أكتر، فيلف راسه عليها]:
"هدي حيلچ، لا تخافين، أنتي بصدري، وأنا ما أخليچ توقعين."

جوري (وهي تضحك بخجل وتحاول تمسك طرحة نقابها اللي طارت شويه من الهوا):
"سيف!! طرحة النقاب طارت من الهوا، وأنت بتجري!"

سيف (بضحكة حنونة):
"تدللين... بس ترا الهوا غار، حب يشوف وجهچ شوي....تره لا تخافين، ماكو أحد هنانا غيري وإنتِ، الكل راح، وهذا أصلًا مكان خيل مال العايلة."

جوري (تضربه على كتفه بخفة):
"سيف! بلاش هزار مش هعرف أعدّلها..."

سيف (يقف الحصان فجأة وينزل بسرعة، ثم يمد إيده لها وهي لسه فوق):
"انزلي، أخليچ تركبين حصانچ لحالج، وأوقف جمبچ... أثق إنچ تقدرين، بس راح أكون يمچ، لو خفتي، عيني ما تتركچ."

جوري (تنزل بخجل، وتقول):
"أنا ركبت ورا فارس... خلاص كده أنا مش عاوزة حاجة من الدنيا."

سيف (وهو يعدّل طرحتها بنفسه، بنعومة ورقة):
"وإذا بگدر، أعلّچ على حصاني طول اليوم، بس ما أزعل الخيل... لأن غيران مني."

[يغرب الشمس، والضوء الذهبي ينعكس على وجه جوري، فتلمع عيون سيف، ويمد إيده على خدها بلطف، يهمس بنبرة عميقة]:
"بچيتِ هواية على قلبي... تعالي، نكمّل جولة الغرام قبل لا الشمس تودعنا."

[يرجع يركب الحصان، وتمد له يدها من جديد، وتطلع وراه، وترمي راسها على ظهره، وتهمس بخجل]:
"سيف... أنا بحبك أوي."

سيف (يضحك، وعينه عالفرس):
"وگبالي، أنا همين، مريض بيچ."

ركبت الخيل الذي جهزه لها وهي تضحك من كل قلبها فقد استطاعت التعود علي ذلك الحصان....كان يبتسم تلقائيا كل ما رآها تبتسم وتضحك...

**********************

[مطعم عائم على نهر دجلة – فوق يخت صغير وراقي، مُضاء بفوانيس ناعمة – الطاولة مزينة بالورد الأبيض والشموع – الهواء عليل، وصوت خفيف لموسيقى شرقية كلاسيكية في الخلفية]

سيف وجوري يجلسان على طاولة تطل مباشرةً على صفحة الماء – القمر منعكس على سطح النهر، والمكان شبه فاضي، كأن الليلة محجوزة بس ليهم.

جوري، عيونها تلمع من السعادة – وسيف أمامها، عينيه لا تفارقانها لحظة، وكأن كل بغداد تقفة، تشهد على نظراته لها.

سيف (وهو يسكب لها العصير بنفسه):
"چلت أبدّلچ جولة الخيل بعشاء أميرات... تستاهلين."

جوري (بخجل وهي تبص في المايه):
"أنا مش مصدقة إن دا بيحصل فعلاً... حسه إني في حلم!"

سيف (يميل شوي بنظره عليها):
"لا حبي، هذا مو حلم، هذا واقع إنتِ صنعتيه لما دخلتي حياتي... وجعلتيها جنة."

[النادل يقدّم الأطباق، سيف يشكره، وينتظر جوري تبدأ بالأكل – لكن هي تفضل تبص له بحب]

جوري (بصوت هادي):
"إنت عارف إنك عملتلي كل اللي كنت بحلم بيه؟
ركوب خيل... جولة في بغداد... عشاء على النيل—أقصد دجلة!" (تضحك)

سيف (يضرب الطاولة بخفة ويضحك):
"هاااا! نسيتِ الحبيب وبديتي تقارنينه بالنيل؟ لا لا حبيبتي... دجلة هسه صار يشهد حُبّنه، وأظنّه غار منچ."

[جوري تضحك وهي تحط إيدها على خدها بخجل]

سيف (بصوته العميق، وهو يتكلم بعراقيته المحبوبة):
"جوري... تتوقعين كل هذا صدفة؟
أنا چنت أخطّط، كل تفصيلة، كل خطوة، حتى لون الورد اللي على الطاولة... لأنچ مو أي مره، إنتِ جوري... حلالي... وكلشي بيچ غالي."

[صمت لحظات بينهم، لكن كله عيون تحكي –مد سيف يده على يدها فوق الطاولة]

سيف (بهدوء):
"أريد أعترف...
مو إنتِ بس كنتِ تحلمين تركبين خيل...
أنا هم، چنت أحلم أشوفچ ببغداد، وألفّچ بيها، وأشوف فرحتچ بكل زاوية، كل شارع، كل نفس تاخذينه هنا."

جوري (بصوت خافت ودمعة سعادة تنزل):
"أنا عمري ما كنت أتخيل... إن في يوم هعيش اللحظة دي... معاك."

سيف (يحضن إيدها بإيده التانية، ونبرته تترجّف بالعاطفة):
"وهسة، لو أسوي أي شي، فهو لأنچ تستحقين أكتر، وأكتر...
وإذا بغداد فرحت بيج، أنا فرحتي بيج أكبر منها،
وإذا دجلة شهد، فعيوني كل لحظة تشهد چم أنا أحبچ."

[ينزل برأسه على يدها ويقبّلها بهدوء، وهي تهمس وهي تمسح دمعتها]:
"سيف... أنا ليك، بكل حاجة، بكل نفس، بكل نبض."

سيف (يبتسم ويهمس):
"وتظلين إلي، وما أعوفچ، لا دجلة ياخذچ، ولا حتى بغداد كلها."

[تصمت الدنيا، وتشتعل العيون – وسيف يقول بنبرة هادية وهو يطالع النهر]:
"گالولي بغداد للعاشقين... بس ما چانوا يدرون إني راح أجيها ومعاي أعظم عشق... جوري."

*************************************

[بيتهم في بغداد – بعد جولة عشقية طويلة – جو البيت ساكن، والليل نازل برقة، وجوري داخلة الأوضة وهي تفك نقابها بهدوء، تعبانه بس عينيها كلها حُب وفرحة.]

سيف يقف خلفها، صامت، يتأملها وهي تتحرّك، كل خطوة فيها أنوثة وهوى...

جوري (تتمطى بتعب أنثوي):
"أنا خلص... رجليا مش حاسة بيا، بس قلبي طاير من الفرح."

سيف يقترب منها، يلمس كتفها بخفة، صوته ناعم ومنخفض:
"بس قلبي أنا ما طار... قلبي لسه متعلق بيج."

جوري تضحك وهي تمشي للنافذه الصغيرة في أوضتهم، تفتح النافذه وتشم الهوا:
"حتى الهوا هنا مختلف... كل حاجة ليها طعم وانت جنبي."

سيف يأتي خلفها، يلف إيديه حوالين خصرها من ورا، ويهمس في أذنها:
"وأنا كلشي عندي صار إله طعم... من ساعه ما صارت جوري حلالي."

تستند براسها على صدره، عيونها مغمضة، ووجهها كله سكينة:
"أنا مبسوطة أوي يا سيف... أكتر من أي وقت فات..."

سيف (بصوت رجولي عميق):
"والله... وأنا كلش فخور بيج، وبنفس اللحظة... ملهوف، مشتاق، تعبان من الشوق، رغم إنج بحضني."

جوري (تلتفت ليه، بنظرة كلها أنوثة وخجل):
"تعبان مني؟"

سيف (يقرب ويحضن وجهها بين كفوفه):
"لا، تعبان عليچ... شلون أدوّر رضاچ، شلون أخليچ أسعد مره بالدنيا...
جوري، مو بس أحبچ... أتنفسج، أعيشچ، وكل لحظة بدونچ تعتبر خسارة."

جوري تهمس، وصوتها فيه رعشة حب:
"أنا بقيت بتعلق بيك أكتر كل يوم... لدرجة إني بقيت مش بخاف من بكرة طول ما إنت جنبي."

سيف يسحبها لحضنه بقوة، يدفن وجهه في رقبتها وهو يهمس:
"وأنا عمري ما راح أخليچ تواجهي بكرة لوحدچ... دام سيف عايش، جوري ما تشيل هم."

تجلس جوري على حافة السرير، وسيف يجثو قدامها، يمسك رجلها بتلقائية، ويفك الحذاء بإيده...

جوري (بصوت خافت، وهي تحاول تمنعه):
"سيف... لا كده كتير..."

سيف (وهو ينظر لها بعيون عاشق):
"مو كتير على بنت الرافدين، على حرمة سيف... كلشي يصير قليل قدامچ."

ثم يرفع وجهها، يقبل جبينها، ويهمس:
"اليوم بغداد شافتك، بس اللي شافچ بقلبي غير، شفتچ مثل ما حلمت دوم...
بس الليلة، أريدك تنامين وإنتِ مرتاحة، دافية، بحضن سيف، وانسى تعبج، كله."

جوري (بصوت ناعم، وهي تتكور في حضنه):
"أنا خلاص بقيت بتاعك، من غير أي شروط..."

سيف (يبتسم وهو يطفئ الأباجورة ويهمس جنب أذنها):
"ومن بكرة... جولة جديدة، بس الليلة، خلينا نحضن بعض بصمت... لأن حتى الكلام، ما يوصف اللي بيني وبينچ."
.

.

.

.

رأيكم في الفصل.

.

.

الأماكن.

.

.

جوري وسف.

.

.

توقعاتكم.

.

.

سلام.

.

.




 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نَزِيف العشق - 𝔅𝔩𝔢𝔢𝔡𝔦𝔫𝔤 𝔩𝔬𝔳𝔢 الفصل الثاني عشر

|12|نَزِيف العشق - 𝔅𝔩𝔢𝔢𝔡𝔦𝔫𝔤 𝔩𝔬𝔳𝔢 جرح الغيره -  وغفران الحب. . << السيف في الغمد لا تُخشى مضاربه وسيف عينيكِ في الحالتين بت...